عصر من الغناء
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف
النص الثالث
3-(عصر من الغناء)
جلس من الصباح الباكر كي يذاكر لاختبارات
الفصل الدراسي الأول في عز الصيام ؛حيث تعقد الاختبارات يوم بعد يوم ، ومباراة مصر
وتونس في تصفيات مونديال فرنسا 1998 ستكون في الرابعة بعد العصر وعليه أن ينتهي من
ملخص المقرر كله قبل المباراة ؛ وكان لايزال مشدود للتعصب الكروي بحكم الثقافة
السائدة ؛ انتهى من الملخص ورغم أنه نادراً ما يشاهد التلفزيون ليلة اختبار إلا
أنه فعلها من أجل عيون منتخب مصر وجد المباراة بدأت بلفتة طيبة من لاعبي المنتخب
المصري في ستاد المنزه حين توجهوا بيافطة مكتوب عليها البقاء لله في اللاعب
التونسي الهادي بن رخيصة ربنا يصبركم كان الهادي بن رخيصة قد توفى قبل اللقاء
بأيام بعد أن بلع لسانه في الملعب ؛ كان المنتخب حاله لا يسر عدو ولا حبيب وتم كسر
حسام حسن في أول خمس دقائق من اللقاء كي تقضى على قوة المنتخب وبالفعل خسرنا بهدف
زبير بيه وخرجنا من التصفيات وقام يجر أذيال الهزيمة مرة أخرى بعد الإفطار إلى
مكتب المذاكرة ويقول ياليتني ما ضيعت الساعتين دول في مشاهدة اللقاء ، شغل الكاسيت
الأحمر الجديد الباناسونيك على الراديو هذه المرة البرنامج العام (إذاعة القاهرة)
رغم أنه يحب إذاعة الشرق الأوسط إلا أنه في ليالي رمضان ينتظر برنامج عصر من
الغناء الذي يذيع كل ليلة أغنية طويلة لكوكب الشرق من تقديم رئيس الإذاعة وقتها
الشاعر الغنائي عمر بطيشة ؛لم يذهب إلى صلاة التراويح وجلس ليستغل ما بقى من الوقت
، بعد قليل رن جرس الباب ليجد زميله وجاره الانتهازي فتحي جاء ليأخذ نسخة من
الملخصات يذاكر منها :
-أيوة بس أنا كده هأتعطل !
-معلش أنا هأصوره بسرعة من على قمة الشارع
وآجي لك
-يعني ما كنتش قادر تيجي قبلها بيوم ولا
يومين ؟
-معلش إنت عارف أنا بأذاكر على آخر وقت ، إيه
الكاسيت الجميل ده بكام
-ب 300 جنيه من أسواق دربالة
-300 جنيه غالي جدا اتضحك عليك ده إنت لو كنت
رحت المنشية كنت حصلته ب 100 أو 150 بالكتير
-ده باناسونيك أصلي
-أنا عارف مش باناسونيك ده اللي كان زمان
ناشيونال
-اه هو وخالتي كانت أول واحدة تجيب الفيديو
الناشيونال في مصر من السعودية وكمان كان تقفيلته من الخشب الفرومايكا وشكله كان
شيك جدا
-بس الكاسيت ده مش غالي
(يشعر أنه في ضيق من كلامه فيعود للنفاق 😊
-آه ياعم مش تقول إنه أصلي أنا كنت فاكرك جبت
الصيني ؛ الصيني هو اللي ب150
(وينزل مسرعاً لتصوير الملخص قبل ما يقلب
عليه تاني)
يجلس هو على المكتب فيجد عمر بطيشة سلم
الميكروفون للإذاعي الراحل جلال معوض الذي كان يقدم حفلات أم كلثوم الدؤوبة التي
كانت تقف ترقع بالصوت لمدة ساعة وربع في كل وصلة لأ والحفل أكثر من وصلة لم يكن يعرف أنها تقدم أكثر من أغنية في الحفل الواحد يهيأ له لو أنه مكانها لكان أرتاح
شهرين بعدها ولا عجب أنها ماتت بداء الكلى فالصياح الشديد أمام الميكروفونات ينبع
من جانبي الجسد ويؤثر بشدة على الكلى وكانت الأغنية المختارة في تلك الليلة دليلي
احتار
دخل والده بعد أن طرق الباب وقال له ؛ أغنية
إيه ؟
-دليلي احتار للسنباطي
-يووه السنباطي كان مسيطر على أغلب أعمالها
تعرف هي راحت لبليغ وعبد الوهاب ليه ؟
-ليه ؟
-لأن النقاد أطلقوا عليها أم كلثوم المتسنبطة
من كثرة ما كانت تغني من ألحان رياض السنباطي
وقتها لم يكن يعرف قيمة وأصالة ألحان
السنباطي لكنه لم يكن يرتاح لصوتها الغريب الذي لا هو صوت راجل ولا هو صوت ست
وقوته الشديدة كانت تزعجه لكنه كان يستمع من قبيل تنغيم وقت المذاكرة حتى لا يزهق
سريعاً فهو لايطيق الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة ؛ دخل على الإنترنت ليبحث عن مقالات عن من هم على
شاكلته: لا يحبون صوتها فوجد قصيدة للفاجومي :
ياولية عيب اختشي يا شبه إيد الهون ده إنت
اللي زيك مشي يا مرضعة قلاوون
مدحتي مين ملك ورئيس ؛ مروان وعبد الملك
والمفتري وعتريس
بتغني بالزمبلك ؟ ولا إنتي صوت إبليس !
وقبل ما يفتح قصيدة كلب الست اللي هي أصل
الخناقة بينها كان فتحي عاد بالملخص بعد ما صوره
قال : الحمد لله دليلي كان هيحتار معاك لكن
لحقت نفسك 😊
____________________________تمت____________________
تعليقات
إرسال تعليق