دعاء في الفجر

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص الحادي عشر

11-(دعاء في الفجر)

لم يترك من يده التليفون في أي ليلة وهو ساهر في سهده يتحدث مع صديقته دعاء التي تحوم حوله من فترة وتريد الإيقاع به ؛ وتعرف أن طبعه هو طبع الإنجليز يحب أن تلاحقه الفتيات لا أن يخطب هو ودهن ؛ ففعلت وظلت تحاول معه تليفونياً في ليال طويلة حتى قرب بزوغ الفجر فيغلق التليفون سريعاً ويدخل في النوم قبل أن يسمع آذان الفجر وحين سألته عن سبب هذا التصرف تهرب كعادته معها من تقديم أي إجابات أو تعهدات  .

لكنه ومن نفسه في ليلة من الليالي حكى لها عن حوارات كانت تدور بينه وبين والده الراحل حول صلاة الفجر وتذكر حين قال له مرة :

-لماذا لا نصلي الفجر وننام في وقتها ؟

-أنا لا أنام أنا أقوم أصليها في وقتها الحاضر

-لكن في البيت وليس في المسجد !

-هل تريد الذهاب إلى صلاة الفجر في المسجد ؟

-نعم أريدك أن تصحبني معك

-لكن علينا أولاً أن بحث عن عصا كبيرة

-لماذا ؟

-حتى نضرب بها أي كلب من الكلاب التي تعوي  في الفجر في الشوارع أثناء الذهاب والإياب من المسجد

فضحك ولم يسترسل

لكنه لم يوضح كيف تكونت لديه العقدة النابعة من شعوره بالتقصير  لو سهر لا يقوى على الاستمرار للفجر ، ولو نام لا يستطيع القيام على الفجر فكان ينام ويصلي الصبح وقت استيقاظه

فتحدثت معه دعاء في هذه النقطة قالت له أنت تعلم أن والدك رحمه الله كان  يصلي الفجر حاضر لماذا سألته ؟

-أنا عارف وحافظ !

-حافظ إيه ؟

-حافظ الدعاء الذي كان يقوله في صلاة الفجر ؛ كان يقنت في الركعة الثانية

-يعني إيه ؟

-يعني يدعو بعد الركوع وقبيل السجود

-ماذا كان يقول ؟

-كان يقول (اللهم لا تحوجني إلا إليك ولا تكشفني إلا عليك ) ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا تكل أمري لأحد سواك

-هل كنت تصلي معه ؟

-نادراً ما كنت أصلي معه ، كنت أسمعه وأنا أحاول النوم

-وكيف مازلت تذكر هذا الدعاء ؟

-لقد كان هذا الدعاء سبباً في توظيفي ؟

كيف ذلك ؟

لا هذه قصة أخرى – إقرأيها موجودة في دفتر يومياتي

_______________________تمت___________________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج