فين لولي....فين لولي !
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد
الشريف
النص التاسع عشر
19-(
فين لولي....فين لولي ! )
طلب منه والده أن يحضر مفتاح كابينة سابا
باشا من لولي كي يذهبوا ويقضوا فيها اليوم على البحر في سابا باشا حيث كان الجو
ربيعي والتاريخ مطلع التسعينات :
كان لولي وهو شاب قصير القامة ليس قزم لكنه
أحول بعض الشيء ومصري مع إن ملامحه عربية أكثر منها مصرية ؛ تخطى الثلاثين من
العمر وعاد من لبنان بسبب الحرب الأهلية هناك ولم يجد عمل سوى بائع في محل خردوات
السمسار ؛ كان شخصية غريبة محور كل اللقاءات الشبابية مندفع ولا ينسى يوم ما حاول
حرق علم مصر بعد خيبة أمل التعادل مع أيرلندا في مونديال 90 وقتها شعر أنه ليس
مصرياً لأن ملامحه عربية أكثر ولم يكن يعرفه عن قرب خاصة أن المشاع عنه أنه عائد
من لبنان ؛ لكنه كلما رآه طلب منه أن يكلم أخيه المعار إلى الإمارات كي يجد له أي
وظيفة هناك المهم هو لم يكذب خبر وأخذ منه
مفتاح الكابينة أيام ما كان هناك كبائن على الكورنيش ؛ وأعطاه لوالده ؛ والده
اصطحبه إلى هناك
كان الجو جميل فتح والده الراديو فوجد اغنية
موسيقار الأجيال الأخيرة بصوته من غير ليه فقال والده :
-الله عليك
يا موسيقار
-الراجل ده
إزاي يغني وهو عجوز كده صوته مش طالع ؟
-بس إسكت
إنت ايش فهمك عبد الوهاب ده زي المعدن الأصيل اللولي كلما كبر في السن كلما ازدادت
قيمته
-مش دي مجلة
أكتوبر اللي حضرتك جيبتها معاك من المنوفية ؟
-اه مضبوط
-أهو باب
اتجاه الريح الشهير فيها عاملين لقاء مع محمد منير بيقول إذا كان النقاد يرون أن
من غير ليه نظفت الأذان فلست ممن يستخدمون المساحيق الغنائية
-دي غيرة
فنية وصراع أجيال سيبك منه اسمع اسمع إنت لسه بدري عليك
قام من جوار
والده وذهب كي يحضر صينية الغداء من البيت ويرجع مفتاح الكابينة إلى لولي فوجد
أخيه الثاني يستمع لأغنية حميد الشاعري : صفوة قلبي احتارت في دروب المشوار طالع
فجرك صامت وأنا لا ليا نهار وينا وينا دلوني دلوني عينا عينا يا نبضي يا عيوني
دلوني ....
دلوني
فسأله أخوه
:
بتدور على
مين ؟
فقال له :
(قالباً الأغنية 😊 )
-فين لولي
.... فين لولي ؟
_______________________تمت___________________________
تعليقات
إرسال تعليق