ملامح نجيب
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد
الشريف
النص العشرون
20-(
ملامح نجيب )
لم يكن يتخيل أن يأتي اللقاء الذي ينتظره
لوالده في إذاعة وسط الدلتا وقت مباراة مصر وإنجلترا في كأس العالم 1990 ؛ السادسة
مساء بالضبط ، انقسم البيت إلى فريقين : فريق قرر يشاهد المباراة وفريق قرر يسمع
اللقاء ، ويسجله ، وكان هو من الفريق الذي قرر أن يشاهد المباراة : بدأ اللقاء بشد
عصبي وخوف شديد دفع رود كرول فيما بعد حين جاء مصر يقول أن الخوف هو مشكلة الكرة
المصرية ؛ ولم يجد أي جملة جميلة تجعله يرغب في الاستمرار فقام إلى الراديو كي
يلحق جزء من اللقاء في إذاعة وسط الدلتا لكنه لم يلحق فقد انتهى اللقاء وقم والده
ووالدته من على الكراسي كي يلحقا بالمباراة وهما ينظران إليه شذراً لم يعبأ
بنظراتهم وقال الحمد لله أنها جاءت منهما كان الشوط الأول قد انتهى ؛ في الشوط الثاني
لم يختلف الأمر كثيراً عن الشوط الأول حتى الغلطة القاتلة للحارس أحمد شوبير حين
خرج من مرماه بالخطأ ليودعها إيان رايت برأسه في المرمى معلناً عن هدف المباراة
الوحيد الطريف إن الناس نسيت هذه اللطة لكنها لم تنسى لجمال عبد الحميد الكرة
السهلة التي وضعها في يد الحارس بيتر شيلتون
بعد الهدف بدقائق وكأن جمال عبد الحميد هو سبب الخروج يبدو أنه متخصص في
العكننة على الجمهور خاصة أنه أضاع ضربة جزاء في تصفيات المونديال السابق 1986
أمام المغرب كانت كفيلة بتأهلنا
الطريف أن أمه بكت بعد هدف انجلترا وقامت من
مكانها وخبطت على المكتب بقوة فانكسر زجاج المكتب وظل الكسر علامة على لحظة الخروج
، وبدأ الجميع يشغل اسطوانة التمثيل المشرف :
أبوه قال له
عارف الناس بتحب الجوهري ليه ؟
-ليه ؟
-علشان فيه
ملامح من محمد نجيب
-اه مش ده
أول رئيس للجمهورية بعد 1952 ؟
-بالضبط كده
-والناس
كانت بتحبه ؟
-جداً
والضباط الأحرار استغلوا شعبيته
-معتقدش إن
لسه في حد فاكره !
-طب تعالى
معايا عايزك تشيل معايا الكتب دي عند المصوراتي عايز أصور منها شوية رسوم
يذهب معه فهو لا يريده أن يغضب أكثر من ذلك
بعد أن فاته سماع لقاءه الإذاعي
ذهبا إلى استديو الأمير القريب على ناصية
ترام بولكلي
دخل ليجد صاحب المحل شبه مارادونا بالضبط 😊 فقال لأبيه :
-وبعدين بقى في اليوم اللي كله كورة ده 😊
-في إيه مالك ؟
-لا ولا حاجة 😊
_______________________تمت___________________________
تعليقات
إرسال تعليق