شوقنا أكتر شوقنا

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص السابع والعشرون

27-(شوقنا أكتر شوقنا)

لم يكن قد مضى على صدور ألبوم (شوقنا) للهضبة سوى أيام حين قررت أمه أنتعزم أختها وخالته : طنط ثريا وأولادها القادمين من أمريكا لقضاء الأجازة الصيفية ؛ وقررت أمه أن تحضر لهم وليمة أسماك وكابوريا وسبيط ؛ جاءوا في الموعد ثلاث بنات قمرات ( جابريلا ونانسي وسيفيليا وولد واحد تيمور) ولم يكن يأتي معهم الوالد فقد كان يتابع أعمالهم الحرة وعلى رأسها محطة البنزين ؛ دخلوا واستقروا لم يكونوا قد عرفوا بعد أن الأكل سمك فهم لا يحبون السمك ولم تكن أمه تعرف هذه المعلومة ، قام الأرعن أخوه من مكانه وشغل شريط شوقنا في المسجل فأعجبهن نغماته فأخذن يتمايلن عليها كما يفعلن في الديسكو في بلادهم وسألوا الأرعن  :

-مين اللي بيغني ده ؟

-ده مطرب عندنا مشهور اسمه عمرو دياب

-صوته حلو والأغاني كمان حلوة

-تحبي أجيب لك نسخة تانية من الشريط؟

-ماما هتجيب لي واحد منه

تيمور كان يرتدي القفاز المثقوب من ناحية الأصابع الخاص بسياقة الموتوسيكلات في أمريكا ووقع منه تحت السفرة ونزل ليبحث عنه فوجد أرجل الأرعن تقترب من رجل أخته لدرجة الاحتكاك فخرج من تحت السفرة مسرعاً وهو منزعجاً وظل ينظر إليهما شذراً

حنتوف منسجم أكثر مع الابنة الوسطى نانسي ، والمندفع يتبادل النظرات فقط مع الصغرى سيلفيا ، ويبدو أن تيمور سيكتفي بدور الحكم 😊

وما إن وضع السمك على السفرة إلا وتأفف كل الجالسون فهم لا يحبون السمك ولا يأكلونه في أمريكا فاقتصرت العزيمة على أرز وسلطة ومياه غازية ؛ قاموا من على السفرة وهم منزعجون من رائحة ومنظر السمك

اقترحت الحاجة ثريا الذهاب إلى بحري وأكل جيلاتي

فسألت جابريللا : يعني إيه جيلاتي ؟

-فقالت لها أمها ثريا : يعني آيس كريم

-اه فهمت

-هل ستأتي معنا ؟

-لا أنا سأدخل الحمام هل معك تيشيو ؟

فسأل الأرعن : يعني إيه تيشيو ؟

فردت خالته ثريا : (يعني مناديل)

تركهم المندفع يذهبون إلى ملاهي المعمورة وقرر يدخل إلى غرفته كي يذاكر ويعمل واجب الأستاذ حسن في كتاب المعاصر ؛ فوجد في شنطته الصفراء علم مصر الذي أخذه معه صبيحة التأهل للمونديال فوضعه على المكتب وقام ليقلده ويعمل واحد آخر ولكن من ورق المناديل ويعلقه في طرف ذراع إرسال التليفزيون المعدني التالف على الحائط وتحته صورة تذكارية للمنتخب القومي بعد التأهل ولسان حاله يقول :

مالها أحلام اليقظة أهي أرحم من الجري وراء سراب الزواج من واحدة من بنات خالتي ثريا

خرج إلى البلكونة ليغيظ أصحابه وجيرانه بجمال بنات خالته الملفت قبل أن يرحلوا وأخذ يلتقط الصور التذكارية معهن والتي كانت مثار سخرية جيرانه من فرط غيظهم وهو لا يعرفون أنه أبعد ما يكون عن الكادر

__________________________تمت_________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج