علبة بلوبيف

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف


النص الثامن والعشرون


28-(علبة بلوبيف)

لم يكن حنتوف يعرف أن حالته ثريا بخيلة لهذا الحد وأنها ستتعامل معه في هذا اليوم على أنه سائق على سيارة أبيه الفيات البيضاء ورغم أن الأمر كله كان مجاملة من أمه إلا أنه لم يحصل حتي علي حق البنزين بعد أن ظل يصول ويجول معها في الميناء من أجل تخليص الحاوية التي جلبتها معها من أمريكا جمركيا واستلامها والانتقال بها إلى شقتها في المعمورة ولم تدفع حق البنزين إلا لما كلمتها أختها لأن حنتوف في هذه الليلة كانت أول مرة يدخل فيها الميناء ولم يكن يدري أنه سيصير وحش من وحوش الميناء فيما بعد  و لم يكن معه فلوس يعود بها و بالفعل دفعت ثريا حق البنزين مجبرة 

و في المساء كان لقاء الأشقاء عند ثريا في شقتها في المعمورة ولم تعبر عن امتنانها إلا بأكواب من الشاي والنسكافيه ودخلت تسأل كل واحد يشرب إيه ؟ 

فرد أخو حنتوف الكبير ناصر مازحا ومتعمدا أنا أشرب كوب لحمة 

فشعرت حالته ثريا بالحرج وقامت تبحث عن أي حاجة في الثلاجة فلم تجد سوى علب البلوبيف التي كانت في الحاوية وأفرج عنها هذا الصباح مع بقية الأغراض 

شعر ناصر بالحرج ونظر إلى حنتوف وإلى المندفع 

ثم قال تعالي ياطنط إقعدي أنا كنت بأهزر والله أنا مش جوعان 

فردت خالته:  أنا هأعمل حاجات بسيطة 

وقد كانت محقة فيما قالته فقد اقتصر العشاء على علب البلوبيف وبعض من البطاطا المقلية وبعض من الخبز الكايزر الذي لايثمن ولايغني من جوع 

وما إن وضعت خالتهم الطعام علي الطاولة إلا ونظر حنتوف إلي ناصر إلى المندفع والكل خايف يمد إيده 

فاستغربت خالتهم وقالت مالكم ماتمدوا إيديكم مش بتحبوا البلوبيف ولا إيه ؟

-لا بنحبه 

-أمال إيه ؟

-أصل من كثرة أفلام المقاولات اللي شفناها عن توريد شحنات البلوبيف الفاسدة في البلد وإحنا بنخاف نأكل بلوبيف 

😅😅😅

تمت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج