خسارة لاتعوض

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السابع والثلاثون 37-(خسارة لاتعوض )

شعرت خطيبته يومها أنه جاء من أجل استعادة الشبكة

كان البرود والجفاء هو المُسيطر على اللقاء 

لم تستطع أن تصبر عليه قليلاً كانت سرعة الزفاف عندها أهم من شخصية العريس لم يستطع أن ينسى لها هذه اللحظة أبدا لم يكن يستطيع أن يحضر لها مسكن للزوجية كما الباقيين 

فأحضرت عمها وقلبت عليه الطاولة وحكمت أمها الحاجة رئيفة حكم قراقوش عليه قائلة بعلو صوتها 

-ياخد شبكته 

كان الغيظ يملؤه من رأسه حتى أخمص قدميه 

خرج وهو يحمل شبكته وأمه تقول : ده الموبايل ده نعمة من عند ربنا

كان ٱهل العروسة قد اشترطوا الحصول على صورها وتسجيل الخطوبة على شريط فيديو قبل تسليمه الشبكة فأتصلت أمه بأخيه الذي لم يكذب خبر وجاء ومعه المطلوب 

ظلت الشبكة حبيسة أدراجه حتى قرر أن يبيعها ويشتري ريسيفر فقد انتهي عصر الفيديو و بالفعل نزل يوم 12 يناير واشترى ريسيفر بي سات من شارع النبي دانيال كوري أصلي تكلف 850 جنيه وقرر أن يدخر الباقي للشبكة القادمة 

دخل عليه أبوه وقال له 

- لا تحزن انما فعلته انجاز كبير للأسرة وستعوض مافاتك والحمد لله أن ربنا كشفهم أمامك دول طلعوا ناس مش أصيلة 

فقال له تعرف يا بابا النهاردة يوم 12 يناير عيد الأب 

ليه مابنحتفلش بيك زي ما احتفلنا ب عيد الأم في 21 مارس 

سيأتي يوم ولانجدك بجوارنا ونتمنى التراب الذي كنت تمشي عليه ولن نجده 

رحيلك خسارة لا تعوض

لا أحد مثلك لا أحد يلعب دورك لا أحد يملأ الفراغ الذي تركته 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج