من يرحل عني لايفارقني
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص الرابع والأربعون
44- (من يرحل عني لايفارقني)
استمر في كتابة يومياته غير مباليا بمقولة (كيف تكون أول محاولاتك هي أفضل أعمالك) ولا بمقولة ( اليوميات فكرة ناجحة لكن مرة واحدة في العمر)
وركز في هذه اليومية على حفل تأبين والده الراحل دكتور حسام الذي أثرت فيه وفاته كثيرا بشكل لم يكن يتوقعه رغم أنه لم يكن من المقربين من والده لكنها كانت صدمة زلزلته كان يشعر أن هناك كلام كثير كان يجب أن يقال قبل الرحيل فكان يخرج جزء من هذا الكلام في الكتابة على الأوراق وهو مشتاق للحظة لقاء مع والده لكنه لايجده ولا تأتي أبداً تلك اللحظة فيستمر ويستمر في الكتابة بعد أن وجد ضالته فيها واستقر على لون مفضل من الكتابة يناسبه ويغلف أفكاره ويحفظ وقاره ويوثق مسيرته قبل أن يطير الدخان كان يرى أن تجربته رغم بساطتها إلا أنها تستحق أن توثق ومدعاة للتأمل والتدبر وأخذ العبر والدروس
لم ينسى تلك الليلة حين جاءت خالته صفية مخصوص لحضور حفل التأبين الذي كان في قصر ثقافة برعاية الجمعية الثقافية التي كان أحد أبرز أعضاءها كلمات كثيرة قيلت سجلتها كاميرا ناصر ابنه السوني لكن للأسف لم يتم تفريغ الشريط على الفيديو بسبب عيد ميلاد حنان ابنة عديله الزياتي التي أخذت الكاميرا ومسحت التسجيل من عليها كي تسجل عيد ميلادها
لكنه ظل يتذكر كلمتين الأولى هي كلمة الاستاذ حلمي التي تحدث فيها عن شخصيته الجادة المحبة للعلم والعمل والعطاء وكان الاستاذ حلمي هو اول شاهد على أولى محاولاته في كتابة اليوميات والثانية كانت كلمة الاستاذ سعيد حديدي أو كابتن هادوك 😀
التي قال فيها: أنا والدي مات وأنا عندي 14 سنة لكنه لم يفارقني حتى الان هو معي لذلك أقول لأبناء أستاذنا الراحل أن يتمسكوا بنفس القيمة:
- من يرحل عني لا يفارقني
تمت
تعليقات
إرسال تعليق