ستون جنيهاً

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص الخمسون

50-(ستون جنيهاً)

كان المندفع قد تحول إلى عجل بعد انتهاء اختبارات الثانوية العامة؛ كان طول الجلسة في البيت قبل فترة الاختبارات سبب في زيادة وزن حامد بشكل ملحوظ؛ كانت الخطة تقتضي أن يلتئم شمل الأسرة في مرسى مطروح؛ الأب العائد من ليبيا القابعة تحت الحصار سوف يلتقي بأسرته القادمة من عروس البحر الأبيض المتوسط والمكان موقف السوبر جيت جلست الأسرة في المقهى المقابل للموقف؛ والعربة الفيات الزاحفة على الأرض من ثقل الحقائب في الشنطة الخلفية مازالت تدور في شوارع مطروح بقيادة الأرعن وحيد للبحث عن شقة إيجار للمصيف هناك ، ناصر جاء بزوجته وقرر أن يأخذ شقة منفصلة ولكن بجوارشقة الأسرة . الأم أعطت حامد ستين جنيهاً من فلوس المصيف من أجل رفع معنوياته بعد انتهاء الاختبارات رغم أن التيجة لم تظهر بعد ؛ وصل الأب وعلم بأن الأسرة تحصلت على شقة قريبة من فندق القصر في منطقة سوق أمل مطروح فنسى تعب المشي لمدة ثلاثة كيلو مترات في منفذ السلوم من الحدود الليبية إلى الحدود المصرية وهو يجر شنطتين وزن كل واحدة منهما ثلاثين كيلو جرام

وصل الأب إلى الشقة والكل يترقب فتح الشنطتين لاخذ الهدايا؛ الأب كان متعب من وعثاء السفر فقرر أن يدخل لينام في أفضل حجرة من الحجرتين وبجواره منشة الناموس مضرب الذباب؛ شعر المندفع والأرعن وحنتوف بخيبة أمل فقرروا النزول إلى المقهى المقابل للعمارة ويشاهدوا مباراة إيطاليا والبرازيل في نهائي كأس العالم 1994 ؛كانت المباراة كعادة مباريات النهائي مقفلة ومملة وانتهت بالتعادل السلبي لكن الحظ ابتسم للسامبا البرازيلية في ركلات الترجيح ورفع روماريو وبيبيتو الكأس بعد أن أعادوا إلينا ذكريات مارادونا وبوروتشاجا في مونديال 1986 ؛استيقظ الأب من النوم ولم يكن معه فلوس مصرية ولم يجد من يبدل عنده الدنانير الليبية فسأل الأم عن الفلوس المصرية فقالت أنها دفعت عربون الشقة وبقية الفلوس أعطتها لحامد من باب رفع معنوياته فقرر الأب أن يأخذهم من المندفع :

الأب : حامد ؟ .... يا حامد !

حامد : نعم يابابا

الأب : مش ماما أعطتك ستين جنيهاً

حامد : نعم

الأب : هاتهم أنا عايزهم علشان ما معي فلوس مصري

حامد : مش الفلوس دي كانت ليا ؟

الأب : لأ دي ماما كانت شايلاهم أمانة معاك زي مانا كنت بأشيل معاك الفلوس زمان طول عمرك أمين وصادق

حامد : عمري ما أخدت فلوس وحسيت إني حر أصرفها حتى مصروفي كنت أدخره !

الأب : بتقول حاجة يا حامد ؟

حامد : إيه ....لا بأقول هنفتح الشنط إمتى

الأب : أكيد بس أنا ناسي رقم القفل

حامد : ما تقلقش يا بابا أكيد 131 زي شنطتك السامسونايت زمان أيام سوهاج فاكر ؟

الأب : اه طبعاً فاكر عفارم عليك يا حامد مش بس أمين وصادق وطيب ده إنت ذاكرة البيت الحديدية؛ إنت اللي هتحفظ أرشيف الأسرة من الضياع لما تغيب الكاميرات

__________________________تمت_________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج