صدفة غريبة أم لعنة عجيبة !
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص الثاني والأربعون
42-(صدفة غريبة أم لعنة عجيبة 😊)
لم يستطع أن يتخلص من عادة القراءة التي
اكتسبها من مكتب أخيه ناصر ؛ وارتمى في أحضان عادة التعصب الكروي التي اكتسبها من
أخيه الثاني وحيد ؛ فجمع بينهما في قراءة مجلة (الأهرام الرياضي) قبيل كأس الأمم
الأفريقية 1990 في الجزائر كانت الفرق تستعد ؛ لكن الجوهري مدرب المنتخب القومي
آنذاك كان قد قرر الهروب من مواجهة الجزائر على أرضها بعد أن أوقعته القرعة معها
في نفس المجموعة بحجة أنه يعد المنتخب لبطولة العالم وفي حاجة إلى احتكاك دولي
وليس إفريقي وكان قد استبق ذلك بالضغط على اتحاد الكورة لإلغاء الدوري ففعل -أشياء
لا تحدث إلا في بلدان الماوماو- وتم إعداد منتخب رديف من بقيادة مدرب سابق في
الاتحاد الرياضي لجامعة الدول العربية هو الراحل هاني مصطفى ؛ من لاعبي الصف
الثاني الذين لم يختارهم الجوهري لتمثيل مصر في البطولة الأفريقية في الجزائر
فخسرت مصر الثلاث مجموعات وتذيلت المجموعة وخرجت في هذه الأثناء كان يقرأ مجلة
الأهرام الرياضي فوجد مانشيت اسمه : (صدفة غريبة....أم لعنة عجيبة !)
كان التحقيق عن أن الدول الأفريقية المتأهلة
للمونديال تفشل دائماً في الفوز بكأس أفريقيا في نفس العام وأخذت المجلة تسوق
أمثلة في 1982 تأهلت الجزائر والكاميرون وفازت غانا بكأس أفريقيا ، وفي مونديال
1986 تأهلت المغرب والجزائر وفازت مصر ببطولة أفريقيا وجاء الدور على مونديال 1990
وتأهلت مصر والكاميرون وكانت الجزائر تسعى للفوز بالبطولة على أرضها وكان الخوف
كله من الكاميرون التي كانت في المجموعة الثانية وتحققت بالفعل النبؤة وخرجت
الكاميرون من البطولة من الدور الأول ولم تقابل الجزائر التي فازت بالبطولة بعد
التغلب على نيجيريا مرتين مرة في دور المجموعات 5-1 ، والثانية في النهائي (1-صفر)
لتحصل الجزائر على البطولة للمرة الأولى في تاريخها
الطريف أنه تحدث عن هذا الأمر مع زميله وليد
حين دخل الكلية بعدها بسنوات فقال له :
-الجوهري ده بيعمل حاجات غريبة جدا حد يسيب
كأس أفريقيا ؟!!!
وعمل فيديو عن نفس الموضوع حين كان يسجل
فيديوهات على اليوتيوب تحت مسمى حكايات كروية عن بطولة 1990 حين كان يحاول جاهداً
محاربة الاكتئاب الذي أصابه بعد سلسلة من الإحباطات المتتالية : لم يحصد الفيديو سوى عشر مشاهدات ، وفي أيام
العز في 2006 عمل عرض تقديمي في برنامج اللغة الإنجليزية (بناء التفاهم عبر
الحضارات) التابع للمركز الثقافي الأمريكي في الإسكندرية باللغة الإنجليزية عن
(إخفاقات الجوهري المتكررة) مع المنتخب فلم يفز بالجائزة لأن المدربة وجدت العرض
جاف وخالي من التشويق ومبني على السرد
والطريف أكثر أنه التقى بالراحل الجوهري مرة
واحدة ليس وجها لوجه ولكن عبر الأثير على موجات راديو لندن في برنامج (بروح رياضية
) وكان موضوع الحلقة قريب من الموضوع عن إخفاقات الفرق العربية في المونديال خاصة
حين يدربها مدرب وطني ، وكان الراحل وقتها مشرف على المنتخبات الأردنية وتحدث عن
الغبطة التي تعتري الجماهير مع التأهل والضغوط الإعلامية على المدرب في اختياراته
وفي خططه التدريبية وأهمية عدم التدخل في عمله ، وظل محتفظاً بهذا التسجيل لسنوات
حتى ضاع مع العديد من تسجيلات الأسرة التي ضيعها أو ضاعت رغماً عن أنفه ؛ وحضر عدة
لقاءات على الهواء بعدها في البي بي سي خاصة في برنامج نقطة حوار وبعضها سجله على
الكمبيوتر لكنه تعلم ملحوظة من أخيه عن كلمة لا يصح قولها على الهواء من أخيه
وتعلم ألا يكررها في الحوارات على الهواء ألا وهي :
-الكلام ده غير صحيح !
_________________________تمت______________________
تعليقات
إرسال تعليق