جيل تلفزيوني

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس والخمسون 55 -(جيل تلفزيوني)

مازال يتذكر أمسيات السبت مع والده أمام نادي السينما ذلك اللقاء الأسبوعي الذي كان يتحينه للهروب من ضغوط المذاكرة المستمرة ورغم أن صباح الأحد لم يكن أجازة لكن الأب كان يسمح للكل بالسهر أمام الفيلم الأجنبي بل ويسمح بمشاهدة تعقيب د درية وضيوفها بعد انتهاء الفيلم وكان هذا النادي مدرسة تعلم فيها العمق في النقد والتحليل والبحث فيما وراء المشاهد لا ينسى أفلام كثيرة شاهدها في هذا النادي الفك المفترس الذي صنع نجومية المخرج ستيفن سبيلبيرغ والهروب الكبير الذي أعاد الجوهرة السمراء بيليه للعب الكرة ولكن هذه المرة أمام الكاميرات عام 1982 وغيرها من الأفلام لكن الوحيد الذي كان يهرب من هذه الأمسية هو أخوه وحيد الذي كان يفضل الخروج مع أصحابه أو الوقوف على النواصي وكانت علاقته بالوالد متذبذبة ويغلب عليها الصدام وليس الوئام في أحد ليالي السبت صعد ليجد والده يوزع عليهم جميعا الفستق والسوداني واللب ولا يترك له شيء بمنطق الغايب مالوش نايب 

فدخل ليجدهم كلهم مشدوهين لأحداث الفيلم فيلقي كلمته الساخرة 

- صحيح جيل تلفزيوني 

- بس يا أبو مخ كاوتش

فيرد وحيد 

- مش أنا ده حامد هو اللي بمخ كاوتش 

- والله حامد بيسمع الكلام عنك وبيثقف نفسه لكن أنت سطحي وأرعن

فيحزن وحيد لقسوة الكلمة ويرد

- بس قلبي طيب وبشهادة الجميع 

فينتبه الأب لقسوة الكلمة 

- صح إنت أطيب واحد في أولادي أنا أول من يشهد بذلك

تمت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج