يوم بعد يوم
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص السادس
والخمسون
56-(يوم بعد يوم)
قمت في الصباح بعد سهرة نادي السينما فقد كان
هذا الأحد أجازة رسمية بمناسبة عيد العمال؛ كنت أنتظر خطاب الرئيس مبارك رحمه الله
الذي سيعلن فيه عن منحة عيد العمال؛ لكني نزلت كي أحضر فول من محل أبو ربيع
للمأكولات الوطنية ؛ وعشرة أرغفة فينو بعد أن أصبح رغيف الفينو بخمسة عشر قرش،
وربع جبنة بيضاء ناشفة ونصف كيلو حليب ذلك المشوار المقدس الذي كنت أمشيه يوم بعد
يوم بالتناوب مع أخي مهند ؛ تماما كما كنت اقتسم معه الدراجة الشوبر يوم بعد يوم ؛
وفي طريق عودتي مررت من امام مقر الحزب الوطني وتذكرت المرة الوحيدة التي جاء فيها
الرئيس مبارك رحمه الله يزوره في بولكلى ووقتها الأمن أزال كل السيارات المركونة
في الجوار ووصعد فرد أمن فوق كل سطوح عمارة محيط بالحزب اشتريت لحمة من جمعية
تنمية الثروة الحيوانية التي تتخذ من كشك على ناصية الحزب مقر لها وكان الكيلو
وقتها بثلاثين جنيهاً وفي طريق عودتي إلى البيت كان الاستاذ عابد بسيوني مدرس
اللغة العربية الذي يعطي دروس تقوية في الحزب قد بدأ يتحدث في الميكروفون وبدأ
يسأل بتنغيمه المعتاد :
-لماذا يعد شوقي أبرز شعراء العصر الحديث؟
-فيرد الطلبة : لأنه أحيا وبعث الشعر العربي
من مرقده
ثم سألهم سؤال آخر وقد بدأ الغناء 😊 ولماذا تعد قصائده من أجمل القصائد ؟
-فردوا على نفس النغمة : لتعدد أغراضه
الشعرية وتنوع أبياته الجمالية
وعتلت هم الجلوس في الغرفة لمدة ساعتين وأنا
لا أطيق هذا الصوت المزعج القادم من الحزب
خرجت إلى البلكون لأجد الأمن يقوم بتفريغ
الشارع من السيارات فالشارع يطل علي السور
الخلفي للحزب
سألت حمادة جارنا وقلت له
-هما ليه بيشيلوا السيارات من الشارع ؟
فرد بروحه الخفيفة : أصلي هألعب كورة بعد
المغرب 😊
تمت
تعليقات
إرسال تعليق