يوسف......حبيبي !
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص الثامن
والخمسون
58-(يوسف......حبيبي !)
لم يستطع أن يقاوم شعوره الداخلي وهبط من مكتبه في الطابق الثاني إلى قاعة
المحاضرات في الطابق الأول
وكله أمل أن يجد ضالته في القاعة؛ انتهى من إلقاء المحاضرة كان يعاني من
الوحدة والضيق والهم والتفكير المفرط لم يجد سوى الكتابة كي يفرغ فيها ضيقه وهمومه
وشجنه ويشتكي إلى الأوراق؛ لم يلاحظ حالته سوى طالب واحد ......يوسف الذي اقترب
منه بعد انتهاء المحاضرة وقال له :
-هل لديك الوقت الكافي أستاذي؟
-فرد عليه مازحاً وهو متأكد أنه لن يستطيع فك شفرة المزحة : (يوسف
....حبيبي !)
فضحك يوسف
فقال له الأستاذ : بتضحك ليه يا يوسف إنت تعرف مين يوسف حبيبي ؟
فرفع كل الواقفين أكتافهم متعجبين من غرابة السؤال !
فرد يوسف : أنا أعرف يوسف حبيبي هذا اسم رئيس دولة سابق
فاندهش الأستاذ من معرفة يوسف أصل المزحة
ورد : صح عرفت كيف يا يوسف ماشاء الله عليك !
يوسف : أنا مثقف وقارىء جيد أستاذي لا يغرنك شكلي الساذج
هتبهرني أكثر لو قلت كان رئيس اي دولة ؟
فرد يوسف بابتسامته المعهودة في هدوء قائلاً : أعرف إندونيسيا
الأستاذ : ماشاء الله عليك يا يوسف لازم أفتح معك حوار ........
كان يوسف شاب مستنير وهادىء الطباع وقارىء جيد؛ لم يكن كباقي بني جلدته
سطحي وأهوج ويجري خلف شهوته كان تميزه نابع من شعوره بالاضطهاد فاتخذ هذا الشعور
دافع كي يغير واقعه فتفوق على مضطهديه ؛ باقة من الأخلاق الحميدة التي تزين سلوكه؛
لباقة في الحديث بألفاظ عربية واضحة ولغة رصينة ابتسامة دائمة تزين وسامته
الملحوظة
صعد إلى المكتب كي يسأل الأستاذ عن الأجزاء التي لم يفهمها في المحاضرة
لعبت الصدفة دور في كشف صفحة من يومياته، كان على وعي بأهداف الكتابة ولديه
القدرة على أن يطور من ذاته فاستجاب بسرعة ملحوظة وقدم نصيحة ذهبية لأستاذه الذي
عانى هو الآخر من نفس الشعور :
ومفادها :
-أفضل صديق لك هي نفسك التي بين جنبيك
-صدقت والله
____________________تمت__________________________
تعليقات
إرسال تعليق