المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2024

معاً لحياة أفضل

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثامن والستون 68- (معاً لحياة أفضل) دخل حامد على أخيه حنتوف (أو مهند) ؛ وهو مغتاظ منه فقد احترف تمثيل العوز كي يقنع أبيه بأن يحضر له حذاء جديد بدلاً من الحذاء السابق المتهالك عن عمد 😊 -لأ إنت بتتعمد تتلف الحذاء كي يحضر بابا لك حذاء جديد ؟ -لأ طبعاً إنت عبيط هو خلاص متهالك صار له سنة معي -ما تشتمش إيه يعني سنة ؟ ده إنت اشتريته بعد حذائي هذا الذي ارتديه من أكثر من سنتين -إنت مش بتلعب معانا كتير كورة في الشارع وأغلب وقتك جالس زي البروتة في البيت -والله الفرق بيننا مش إني بأقعد في البيت وإنت بتنزل كتير ؛ الفرق بيننا إني رحيم بوالديك وحريص على عدم تكليفهما مصروفات إضافية لا داعي لها أنت لست كذلك -إخرس أنا أكثر حرصاً منك على أبي وأمي لا تمثل دور الشهيد وأنت تعرف أن ضميري أصحى من ضميرك ويهم للاشتباك معه باليد فيتدخل أخوهما الأكبر وحيد : -مهند تعالى معايا أنا وأمك هنروح بالسيارة ال131 نشتري لك حذاء جديد حسب تعليمات أبيك ! -منين ؟ -من الغرفة التجارية في محطة الرمل ! يذهب حنتوف وهو فرح وكأنه كالطيور التي تغ...

إتجاه الريح

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السابع والستون 67- (إتجاه الريح) كانت مجلة أكتوبر هي أهم شيء يلفت انتباه حامد في شنطة سفر والده عند عودته من المنوفية كل أسبوع : في هذه المرة أخذ العدد الذي اشتراه والده وفتح باب الأخبار السريعة (إتجاه الريح) فوجد خبر عن مطرب شاب وسيم اسمه (عامر منيب) وعرف من تفاصيل الخبر أنه حفيد الممثلة الراحلة (ماري منيب) فانتبه لكيفية حمله لقب منيب مع إنه لقب جدته وليس جده 😊 -تساؤلات لا إجابة عنها- المهم أنه دخل بعد ذلك غرفته ليجد حنتوف أخيه يحاول أن يقنع أمه بأن تشتري بفلوس مكافأة الامتحانات التي قبضتها اليوم مسجل (أو كاسيت ريكوردر) كبير من النوع باناسونيك من شارع النبي دانيال في محطة الرمل وهي مازالت مترددة وتفكر ؛ كانت شركة باناسونيك اليابانية هي الوريث الشرعي لسابقتها شركة ناشونال اليابانية كذلك ؛ كان حنتوف مميز في التأثير على أمه الطيبة قليلة الحيلة وقادر على إقناعها بما يريد وقت ما يشاء وبالفعل لم يهدأ هذااليوم إلا حين أخذها ونزل في ذات اليوم إلى محطة الرمل ركنا السيارة الفيات 131 البيضاء في شارع الغرفة التجارية ثم توجها سي...

#الثمانينات_عشرة_سنوات_شكلت_حاضرنا

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السادس والستون 66- (# الثمانينات_عشرة_سنوات_شكلت_حاضرنا ) لم ينسى اليوم الذي عاد فيه والده الدكتور حسام من المنوفية ومعه خضراوات وكباب حلة وأواني فخار للطبخ و حين وصل تحت البيت نزل حامد ابنه كي يستقبله وهو يركن سيارته الفيات ذات المائة واحد وثلاثون ميرافيوري سي إل ؛ كان يقف أمام الحقيبة الخلفية للسيارة البيضاء (الشنطة) وأشار لحامد كي يأتي مسرعاً يأخذ منه المشتريات لأن خلفه سيارات تنتظر المرور وهو يحجب الطريق لم يفهم حامد شارته فقد كان يتلكأ على باب العمارة خوفاً من أن يراه أحد من الجيران بالشورت والشبشب فعصب عليه والده ورمى له الأكياس التي بها أواني الفخار (البرام) على عتبة باب العمارة فانكسرت جميعها فقال له : عاجبك كده يا أخي ؟ -أنا مالي يابابا هو أنا اللي رميتهم -طيب بس بأركن السيارة وبأوريك شغلك -أنا آسف ركن الأب السيارة وصعد في عصبيته المعهودة كل مرة يعود فيها من العمل لكنه وضع كباب الحلة هذه المرة بهدوء على ترابيزة السفرة (منضدة الطعام) ووجدهم يستمعون إلى شريط حميد الشاعري الجديد (حكاية) ويأكلون الفول يب...

1986

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس والستون 65- (1986) ما السر في هذا العام ؟ إنه العام 1986 ؛ كان ابن العاشرة وبدأت تتشكل رؤيته للأشياء من حوله ،لم يستطع أن يجيب عن هذا   السؤال ربما خبرات الطفولة وأحداث الصبى وذكريات أجمل سنين العمر لم يكن يحمل للدنيا هم لم يكن يرى سوى أمه المرأة العاملة الصابرة المناضلة إخوانه وأخواته وأصدقائه في الحومة وتلاميذ مدرسته الابتدائية ؛ كانت محاولاته للكتابة كلها تبوء بالفشل إلا ما رحم ربي، حاول أن ينشر روايته الأولى في لبنان فجاءه الرفض فلم يكررها رغم أنه شارك بها في مسابقة دولية كرر المحاولة في روايته الثانية في نفس المسابقة الدولية ولكن هذه المرة موضوع شائك فقرر عدم النشر، عاد وكتب روايته الثالثة والموضوع شائك أيضاً وشارك بها في نفس المسابقة ؛ قرر أن تكون كتابة الروايات عادته السنوية ثم كان سحر الثمانينات يجذبه فكانت (1986) هي محاولته الرابعة والثلاث محاولات أو تهم السابقة مازالت حبيسة الأدراج أو (في العلب) على حد قول التعبير السينمائي الشهير لدرجة جعلته يصف نفسه في حواراته مع نفسه بأنه رائد الأدب المكتوم J -...

باب العزيزية

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف   النص ال رابع والستون   64- (باب العزيزية) لم يكن يتخيل في يوم من الأيام منذ عشر سنوات قبل هذا التاريخ أنه سيصل إلى درجة من الصفاء والنقاء التي تمكنه من كتابة رواية واستكشاف هذه المساحة العمياء في داخله؛ الكل يجري نحو الكاميرات ليصور فيديوهات وهو يجري نحو الأوراق كي يكتب حنين واشتياق وأشياء أخرى علم من زميله في الغربة فارس أن الرواية هي فن التفاصيل فجلس يفكر أكثر موضوع يعرف عنه تفاصيل 😊 فلم يجد سوى الحكايات التي كان يحكيها له أبوه الراحل عن ليبيا وزعيمها المجنون حين كان يعمل هناك في الثمانينات فقرر أن يكتب رواية بطلها القذافي واسمها باب العزيزية؛ تبدأ من محاولة اغتيال تعرض لها موكب القذافي وهو خارج من باب العزيزية موقعه الحصين جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس وتدور أحداثها في الفترة ما بين العام 1986 ، والعام 1991 لق تأثر حامد بشدة بشخصية القذافي كان يخاف وهو صغير حين يرى وجهه المكفهر وهو يرتدي بدلته العسكرية على غلاف مجلة التايمز وريجان ينعته بكلب الشرق الأوسط المسعور ورغم أن الوصف يحمل إهانة إلا أنه يحمل...