إتجاه الريح
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص السابع والستون
67- (إتجاه الريح)
كانت مجلة أكتوبر هي أهم شيء يلفت انتباه حامد في شنطة سفر والده عند
عودته من المنوفية كل أسبوع : في هذه المرة أخذ العدد الذي اشتراه والده وفتح باب
الأخبار السريعة (إتجاه الريح) فوجد خبر عن مطرب شاب وسيم اسمه (عامر منيب) وعرف
من تفاصيل الخبر أنه حفيد الممثلة الراحلة (ماري منيب) فانتبه لكيفية حمله لقب
منيب مع إنه لقب جدته وليس جده 😊 -تساؤلات لا
إجابة عنها-
المهم أنه دخل بعد ذلك غرفته ليجد حنتوف أخيه
يحاول أن يقنع أمه بأن تشتري بفلوس مكافأة الامتحانات التي قبضتها اليوم مسجل (أو
كاسيت ريكوردر) كبير من النوع باناسونيك من شارع النبي دانيال في محطة الرمل وهي
مازالت مترددة وتفكر ؛ كانت شركة باناسونيك اليابانية هي الوريث الشرعي لسابقتها
شركة ناشونال اليابانية كذلك ؛ كان حنتوف مميز في التأثير على أمه الطيبة قليلة
الحيلة وقادر على إقناعها بما يريد وقت ما يشاء وبالفعل لم يهدأ هذااليوم إلا حين
أخذها ونزل في ذات اليوم إلى محطة الرمل ركنا السيارة الفيات 131 البيضاء في شارع
الغرفة التجارية ثم توجها سيراً على الأقدام إلى شارع النبي دانيال وقاما بشراء
الكاسيت ريكوردر الذي كان ب 1400 جنيه وهو مبلغ كبير جدا وقتها كي تدفعه في مسجل
كان المسجل يستحق فهو من النوع المزدوج وسماعات ديك كبيرة وإمكانية التسجيل متاحة
فيه فهو مزود ببابين وعادا في المساء محملين بالكاسيت ليجد حامد أخيه حنتوف (مهند)
فرح للغاية بالكاسيت الذي جلبه ويحمل في يده شريط كاسيت (ألبوم غنائي) وكان أول
شريط يعمل في الكاسيت الجديد فسأله :
-اسمه إيه الشريط ده ؟
-اسمه يا قلبي
-مين المطرب اللي بيغني فيه ؟
-مطرب جديد اسمه عامر منيب
-بتتكلم جد ؟
-آه والله ليه مستغرب ليه ؟
-لا أبداً أصل أنا قرأت عنه خبر الصباح في
مجلة أكتوبر باب (إتجاه الريح) وماكنتش أعرفه
-آه مجلة أكتوبر اللي أبوك بيجيبها دي لا أجد
فيها أي موضوع يشدني للقراءة مش عارف إنت إزاي بتقعد تتابعها كل الوقت ده
-ماهو ده الفرق بيني وبينك !
-تقصد إيه ؟
-تفتكر لما بابا يعرف إنك ضيعت لماما نص
مكافئتها في شراء كاسيت هيكون مبسوط ؟
-إنت مالك ده إنجاز للبيت كله وبعدين أنا حر
أكلم ماما وهي وافقت
-هتفضل طول عمرك حاطط في دماغك إن رزقك في
فلوس أمك وافتكر كلامي ده كويس ؛وخليك رحيم بأبيك وأمك في المصاريف اللي إحنا
عايشينها دلوقتي حرام عليك
-إسكت بقى وإرحمني وخليني اسمع الأغنية في
الكاسيت الجديد
يغطي صوت عامر منيب على حدة الحوار بينهما
(ياقلبي تاني يااه يااههتحب تاني ؟ لااه لاه
ما كفاية شوق خدني لبعيد وتوهني قل للهوي يا
قلبي أنساه وينساني)
وكانت الأغنية الوحيدة التي سمعها له الله
يرحمه رغم أنه غنى بعدها لسنوات طويلة قبل وفاته لكنه لم يكن يحب صوته لكن وفاته
أثرت فيه كثيراً لأنها كانت في نهاية الثلاثين سنة ومتزامنة مع وفاة اخيه الكبير
الذي كان في نفس عمر عامر تقريباً (ناصر)
الله يرحم الجميع
_____________________تمت_____________________
تعليقات
إرسال تعليق