#الثمانينات_عشرة_سنوات_شكلت_حاضرنا

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص السادس والستون

66- (#الثمانينات_عشرة_سنوات_شكلت_حاضرنا)

لم ينسى اليوم الذي عاد فيه والده الدكتور حسام من المنوفية ومعه خضراوات وكباب حلة وأواني فخار للطبخ و حين وصل تحت البيت نزل حامد ابنه كي يستقبله وهو يركن سيارته الفيات ذات المائة واحد وثلاثون ميرافيوري سي إل ؛ كان يقف أمام الحقيبة الخلفية للسيارة البيضاء (الشنطة) وأشار لحامد كي يأتي مسرعاً يأخذ منه المشتريات لأن خلفه سيارات تنتظر المرور وهو يحجب الطريق لم يفهم حامد شارته فقد كان يتلكأ على باب العمارة خوفاً من أن يراه أحد من الجيران بالشورت والشبشب فعصب عليه والده

ورمى له الأكياس التي بها أواني الفخار (البرام) على عتبة باب العمارة فانكسرت جميعها

فقال له : عاجبك كده يا أخي ؟

-أنا مالي يابابا هو أنا اللي رميتهم

-طيب بس بأركن السيارة وبأوريك شغلك

-أنا آسف

ركن الأب السيارة وصعد في عصبيته المعهودة كل مرة يعود فيها من العمل لكنه وضع كباب الحلة هذه المرة بهدوء على ترابيزة السفرة (منضدة الطعام) ووجدهم يستمعون إلى شريط حميد الشاعري الجديد (حكاية) ويأكلون الفول يبدو أنهم استيقظوا من النوم متأخرين كعادتهم في أيام الصيف الحارة فما إن وجدوا كباب الحلة حتى انصرفوا جميعاً عن طبق الفول وبدأوا في أكل الكباب

الأب ذهب ليغسل يده وحين عاد إلى السفرة ليجد هذا المنظر (الكل منصرف عن طبق الفول ويأكلون في الكباب) فما كان منه إلا أن أخذ رغيف وقطع منه لقمة وبدأ يأكل بسم الله من طبق الفول الذي انصرفوا عنه جميعاً : وقال مقولة مازال صداها يتردد حتى الآن :

-عيب كده يا أولاد لما الفول يكون موجود على السفرة ما يصحش نتركه ونأكل الكباب فقط بهذا الشكل 😊

ثم نظر إلى حامد فوجده مازال غاضب من التلاسن الذي حدث بينهما أمام المنزل فقال له :

-حامد ما تزعل مني أنا جبت شيء معي في الشنطة بأصالحك بيه !

(كان يعرف شغف حامد بالقراءة ونهمه للإطلاع على أي معلومة جديدة ) فقال له افتح شنطتي بتجد عدد جديد من مجلة أكتوبر :

جرى حامد وأخرج مجلة أكتوبر من شنطة والده كانت في العهد الذهبي زمن رئاسة تحرير صلاح منتصر اقول صلاح منتصر وليس نصر 😊

تصفح حامد المجلة ليجد باب الأخبارالسريعة (اتجاه الريح) بعده ملحق خاص عن عقد الثمانينات فيه أهم الأحداث في كل عام من (1980 حتى 1989) فقد كان الزمن أول التسعينات والأجواء صيفية فجلس يقرأ أهم الأحداث في كل سنة حتى وصل إلى العام 1984 ليجد خبر عن رحيل نجم هوليوود الوسيم روك هدسون متأثراً بإصابته بمرض الإيدز وكان أول الحالات المكتشفة بالمرض الذي تحول فيما بعد إلى غول أو سرطان يلتهم كل متعددي العلاقات الجنسية فتأثر بحكايته وتابع خبر عن صديقته ليزا (إليزابيث تايلور)أو قطة هوليوود التي أنشأت جمعية لمناصرة مرضى الإيدز بعد تأثرها بمرض ووفاة صديقها الممثل الأمريكي الشهير روك هدسون

استأذن حامد والده وقطع الملحق وبدأ يقرأ بتمعن وتعمق أحداث كل عام من الأعوام العشرة التي عاصر أغلبها بوعي وكان هذا الملحق سبب في حبه لقراءة الكتب التاريخية والسياسية فيما بعد لكن ظلت الثمانينات تشاغله حتى في العقود التالية حين بدأ عصر الفضاء وجد برنامج وثائقي على قناة ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي عن الثمانينات (عشرة سنوات شكلت حاضرنا) فسجله على شرئط فيديو ووقتها لم يكن قد انتهى عصر الفيديو ؛

وحين بدأ عصر الانترنت أطلق هاشتاج بنفس الاسم على مواقع التواصل الاجتماعي اسمه بنفس الاسم (#الثمانينات_عشرة_سنوات_شكلت_حاضرنا) وأخذ ينهل من ملحق مجلة أكتوبر الأحداث الاجتماعية والرياضية والسياسية والاقتصادية في سنوات الثمانينات وينشرها في حالات متقطعة على الفيسبوك -أيام ما كان يستخدم فيسبوك-  لدرجة جعلت البعض يظن أنه تطبيق إلكتروني مبرمج وليس كتابة وتنسيق من متابع عادي ومنهم واحد لاحظ أن العنوان مقتبس من السلسلة الوثائقية (الثمانينات عشرة سنوات شكلت حاضرنا ) على القناة المذكورة وكذلك بعض الزملاء في العمل لاحظوا في حامد هذه الملحوظة

وحتى في الأسرة كان يتمتعلابذاكرة حديدية ينقصها بعض مهارات التوثيق التي تحتاج منه إلى صقل فنصحوه أن ينميها ويعمل عليها

وقد كان

_____________________تمت_____________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج