ميمي في مواجهة خالتي ثريا 😊

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص السادس و السبعون

 76- (ميمي في مواجهة خالتي ثريا 😊) 

لم يكن حامد دقيقاً في تذكر أو وصف أي حدث آخر في مذكراته أكثر من تذكره لهذا اللقاء النادر والعجيب الذي جمع المعلم أو ميمي أو محمد أمير بخالته ثريا المهاجرة لأمريكا في أواخر الثمانينات وأثناء إحدى زياراتها القليلة للإسكندرية وتحت إلحاح من ابن اختها وصديق ميمي (ناصر) وافقت على اللقاء ولسانن حالها يقول : لقد رفضت ابنتي وخطبت واحدة فلاحة جلنفة وتستكبر أن تطلب الهجرة لنفسك وتطلبها لصديقك هذا ولا جارك ؟ ياله من أمر غريب ليتك أنت طلبتها مني كي تعطيني لذة رفض طلبك ورد الصاع صاعين !

كان ميمي أو المعلم طويل القامة في أواخر العشرينات من عمره حاصل على دبلوم معهد متوسط حاول مراراً وتكراراً السفر للخارج لكنه في كل مرة كان يعود من أمام السفارات في القاهرة وكلمة السر مرفوض مرفوض مرفوض يا ولدي 😊 وحين علم أن خالة ناصر طنط ثريا موجودة في الغسكندرية طلب منه أن يقابلها عندهم في المنزل في غرفة ناصر ولو خمس دقائق

دخلت خالتي ثريا الغرفة لتجد واحد شديد الشبه بثابت البطل حارس الأهلي وقتها 😊 وشعره خليط من الأبيض والأسود رغم أنه لم يدخل دنيا بعد رفيع وطويل وتحول فيما بعد إلى هيكل عظمي بعد أن فقد كل فرصه في حياة أفضل

-ولما إنت مامعكش فلوس تحطها في البنك بتقدم على فيزا سياحة ليه لازم تاخد رفض!

-طيب أنا عايز أقدم على هجرة لأمريكا ممكن حضرتك تساعديني ؟

-أساعدك إزاي ؟

-تبعتي لي فيزا أو دعوة من هناك

-وأبعت لك زيارة بصفتك إيه ؟

(كانت ثريا جريئة وغير مجاملة ولديها برود الإنجليز رغم إنها عمرها ما راحت لندن إلا ترانزيت وق حكيت عن حكاياتها مع الترانزيت في مجموعتي الأولى 😊 )

-بصفتك سيدة أعمال ناجحة في أمريكا

-مش أنا ده زوجي هو اللي عنده محطة بنزين أنا ربة منزل ولا تربطني بك أي صلة قرابة

فيقاطع ناصر الحوار : ويعني اللي تربطه بيكي صلة قرابة كان استفاد منك اي حاجة (بصوت خافت 😊 )

-فسمعت ثريا بعض همهماته فقد كان يحضر ذلك اللقاء النادر والعجيب فقد تم في غرفته

-بتقول حاجة يا ناصر ؟

-لا ابدا يا خالتي انا كنت بأقول لو تقدري تساعديه يبقى كتر خيرك

-كل واحد يساعد نفسه بص يا محمد يا ابني ولا اسمك ايه لو ما عندك مهارات تفيد المجتمع الأمريكي ماتحاول تسافر وإلا بينتظرك غسيل الصحون أو الترحيل وف الحالتين لن تدخل الدنيا التي تريدها يبقى بلدك أولى بيك لكن أنا ما أقدرش أبعت فيزا لحد مش من أقاربي الدرجة الأولى

لقد كانت كلمة حق أريد بها باطل من لسان خالتي ثريا كانت تتنصل من أي التزام لكنها قالت كلمة الحق فلم يكن ميمي يملك أي مهارات تؤهله للسفر

وقد كان فقد عاش  كما قالت على خط ملعب الحياة ورحل في هدوء دون أن يدخل الدنيا التي أرادها وهو راضي رغم كل شيء

_____________________تمت_____________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج