خرطوشة سجائر
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص الثامن و السبعون
78- (خرطوشة سجائر)
لم يعكر صفو الاستعداد لرحلة شرم الشيخ سوى
الخناقة (العراك أو التشابك بالأيدي) الذي كاد أن يتطور بين ناصر وفهمي؛ والسبب
كان أن فهمي يريد استغلال جزء من عائد تأجير ترابيزة التنس طاولة في الإعداد
لرحلات الصيد التي يعشقها فهو من القلائل الذين يملكون كابينة على شاطىء ستانلي في
حين أن ناصر كان يرى توجيه الإيراد كله لرحلة شرم الشيخ فهم لا يجدون ثمن تذاكر
الذهاب أصلاً وفي لحظات اشتعل الموقف وشاهد الدكتور حسام المشهد من البلكون
الكبيرة التي كان يجلس فيها كل ليلة بعد صلاة المغرب يستحي الشاي وهو معطي ظهره ل
عمارات خلف شركة الكهرباء مع إنه كان يستطيع تركيب ستائر قماشية تغطي واجهة
البلكون لكنه لم يفعلها طيلة الثلاثين عاماً 😊 وحين شاهد المشهد نزل مسرعاً كي يفض النزاع بين
فهمي وابنه ناصر وهو نادراً ما يفعلها كان يرتدي الثوب المغربي المقلم نبيذي اللون
ويمسك في يده البايب (البيبة) وفي رواية أخرى الغليون ونجح في تهدئة الموقف ورغم
أن فهمي كان يبدو لنا قبلها شخص هادىء إلا أن هذا الموقف غير نظرتنا له كنت تعصب
ونحن صغار دائماً لأنفسنا ولإخوتنا ونظن أننا دائماً على حق وهو خطأ كبير كنا نقع
فيه
-ليه كده يا أولاد ده الأرض خلاص هتتبنى
المستشار سمير عيسوى كلمني عشان نسحب خط الكهربا ونشيل الترابيزة
-علشان كده يا عمو أنا قلت نستفيد من إيراد
الترابيزة مش ضامنين هنشغلها تاني ولا لأ
-إنتو ناقصكم كام علشان الرحلة ؟
-ناقصنا حوالي 300 جنيه عشان نحجز تذاكر
الذهاب فقط
-طيب هتعملوا إيه في العودة ؟
-إحنا ممكن نركب أتوبيسات مخفضة للقاهرة ومن
القاهرة نرجع بالقطار
-خلاص أنا ممكن أتكفل ب ال300 جنيه ذهاب
وإطلعوا ياللا جهزوا شنطكم وتعالى ياناصر سلم على أخوك فهمي
(كان د حسام لسه راجع من ليبيا ومبدل فلوس من
الصرافة في السوق الحرة فأنفرجت أسارير ناصر فالخناقة أفضت إلى تسليك 300 جنيه من
أبيه كان ليجلس ليخطط عدة أيام ألاعيبه وأكاذيبه كي يحصل نصفهم ولن يقدر 😊)
يمد فهمي يده ويسلم على ناصر تحت وطأة الضغط
الاجتماعي لنزول والد ناصر بنفسه لفض العراك بينها في أرض الخرابة المقابلة التي
تحوي ترابيزة التنس طاولة
بعدها ينظر د حسام لفهمي ويقول له :
-تعالى كمان خد خرطوشة سجائر رياضي أو أطلس
لا أتذكر (أسماء سجائر مجلي ليبية جلبها معه وهو عائد من سوق ليبيا ) كانت آخر خرطوشة
الخرطوشة قبل الأخيرة استولى عليها سائق الليموزين المرسيدس الخنزيرة 200 التي
أحتضرته من مطار القاهرة
كان ناصر عينه على الخرطوشة كمان لكنها طارت
لفهمي
فنظر بغيط وقال في سره : حتى خرطوشة السجائر
كمان هياخدها ده أنا هأتخانق معاه كل يوم ونقسمها 😊
د حسام : بتقول حاجة يا ناصر؟
ناصر: لا أبداً يابابا بأقول شكرا على ال300
جنيه 😊
تعليقات
إرسال تعليق