أربعة في مهمة رسمية
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص الثاني والثمانون
82- (أربعة في مهمة رسمية)
كان حامد صريح في مذكراته لكنه كان يخاف أن
تقع المذكرات في يد أي أحد فاستخدم أسلوب التورية والتشبيه وتغيير الأسماء والصفات
حتى يكون أي تشابه بين المذكرات والواقع هو من قبيل الصدفة أو الضرورة الفنية على
رأي عمنا الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة 😊
(كان حامد في شدة الغيظ والتنافس مع جاره
الذي يصغره بأربع سنوات في العمارة المجاورة طاهر حنيدي بسبب أن أمه تعمل في شركة مقرها
مقابل لسينما أمير في محطة الرمل وبحكم عمل الشركة مع السينما تأتيها تذاكر مجانية
للعديد من الأفلام وحتى المسرحيات في فصل الصيف وكان سبب زعل حامد أن طاهر جاءته تذاكر
مجانية لمسرحية (عالم كورة) بطولة محسن محيى الدين وزوجته المحترمة نسرين والفنان
المعتزل مجدي إمام فذهب هو وأخوه الإكسلانس المنفوخ محمد جنيدي وعزموا معهم جيران
آخرين من قبيل محمد جميل وشامخ وسامي رأفت وتركوني أنا وحنتوف أخي (أو مهند 😊 )
بل وظلوا بعد العودة من العرض المسرحي يقلدون
الحركات التي كانت تحدث من الممثلين في العرض من قبيل التحية الكروية بين كل اثنين
متقابلين بالأقدام وليس بتصافح الأيدي وأمور من هذا القبيل من باب غيظ من لم يحضر
العرض لم يتأثر حامد ظاهرياً لكنه أسرهافي نفسه ولم يبدها له خاصة أنها جاءت مع
حركة من العميد جميل الذي رفض أن يضمهما (حامد ومهند) للركب الذاهب إلى نادي سموحة
في سيارته للفرجة على شباب الحي وهم يلعبون في الدورة الرمضانية بحجة أن السيارة
سوف تتسخ وهو موقف نقله حامد بحذافيره في أحد رواياته كما حدث بالضبط حين تحول بعد
هذه الثلاثين سنة إلى كاتب
شعر طاهر أنه كان فظ ومتفاخر ومتعالي خاصة أن
حامد يجلس معه ويلعب معه ويحترمه أكثر من كل الذين دعاهم إلى المسرحية فقرر أن
يصلح الموقف ولكن بنفس طريقته المتفاخرة المتعالية فقال لحامد :
-إن شاء الله تيجو معانا إنت ومهند أخوك عرض فيلم
أحمد زكي الجديد (أربعة في مهمة رسمية) أمي جابت لنا تذاكر مجانية من سينما أمير
يوم الثلاثاء القادم
- بجد ؟ ايه قصدي ! من إمتى الكلام ده ماحنا
ماكناش ع البال في المسرحية
-خلاص بقى يا عم طبيعي عدد التذاكر بيكون على
حسب المتاح وبعدين دي كلها عروض ومجاملات مجاني يعني
-طيب مين اللي هيروح المرة دي ؟
-أنا وإنت ومحمد أخويا ومهند أخوك أربعة برضه
😊
-يعني أربعة في مهمة رسمية هيروحوا يشوفوا
(أربعة في مهمة رسمية)
-هههه بالضبط كده
ارتدى حامد البدلة ذات اللون الذي يميل
للأصفر أو البرتقالي أو لون قلب القرع العسلي لون غريب وهي ذات البدلة التي ذهب
بها المرة الوحيدة في حياته إلى نادي سبورتنج في سيارة والد سامي رأفت ونزل البسين
هناك كمان ولعب كورة في ارض البولو وارتدى مهند بنطاله الجينز وفانلته البني وقرر
كل من حامد ومهند أن يعزما طاهر ومهند على شيء قبل أن يدخلا إلى السينما فوجدا
الفيشار غالي 😊 فقررا أن
يشربا كولا ويأكلا بسكويت بيمبو الذي يعشقه طاهر جنيدي
الطريف أن حامد وطاهر لم يتوقفا عن صراع
الديوك في كل مناقشة بينهما وكانت المناقشة بينهما على أحد المشاهد في الفيلم التي
يتحدث فيها الممثل أحمد زكي مع موظف الشباك في أحد البنوك (الممثل عبد الله مشرف)
عن صحة هدف مارادونا في شباك الأرجنتين في المباراة الشهيرة بين الأرجنتين
وانجلترا في مونديال المكسيك 1986
وكان طاهر يرى أن الهدف بيد مارادونا بينما
حامد يقول أنه بالرأس
-باليد الصورة واضحة ولم يراها الحكم التونسي
علي بن ناصر
-لأ طبعاً برأسه باينة جدا وخدع الحارس
يتدخل مهند في الحوار :
-إرحمونا إنتوا الجوز وخدوا كلام صاحب الهدف
نفسه قال : برأسي ويد......
تعليقات
إرسال تعليق