بلياتشو
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص الثالث والثمانون
83- ( بلياتشو )
كانت ذاكرة حامد اللامعة هي المحرك وراء دافع
الكتابة في هذه المذكرات العجيبة التي لم تترك شاردة ولا واردة إلا وسجلتها :
(كان عم رأفت والد سامي جارنا مدرس رياضيات
وكان ابنه سامي فاشل فيها إلى الحد الذي جعله يدخل أدبي فقد كان باب النجار مخلع
ولم يكن يقوى عم رأفت على أن يشرح لابنه حصة واحدة رغم أنه يشرح لكل ولاد الناس :
كان عم رأفت شخصية ناقدة إلى حد بعيد أتذكر
جيداً كيف كان يعاكس الفتيات وهو يقود بنا سيارته ال128 ذهاباً أو إياباً من
المعمورة كان يستلم البنت من أرجلها إلى شعرها وهي ماشية سخرية وتهكم وقلة قيمة لدرجة
جعلته في أحد المرات ينسى نفسه على مزلقان قطار المعمورة ويندفع بسيارته ويعبر
شريط القطار قبيل مروره بلحظات الأمر الذي جعله يدفع مخالفة عشرين جنيهاً وهي مبلغ
كبير وقتها في نهاية الثمانينات ؛ كانت تسليتنا الوحيدة في المعمورة هي أكل
الزلابية أو التمشية على البحر أو الوقوف بجوار مقهى أندريا الشهير لكننا لم نكن
نقوى على صعود درج المقهى ومشاهدة الخمور ذات اللون القريب من عصير التفاح والمزة
كانت قطع من الخيار المقشرة
سامي ابنه كان يضع على جبينه دهان أبيض
(مرهم) مضاد لحب الشباب جعل وجهه كله يبدو كما لو كان عليه ماسك أبيض كان شكله
مضحك للغاية ونحن عائدين بالسيارة من المعمورة وطبعاً وصلة الردح والتريقة على كل
بنت تمر من جوار السيارة مستمرة من أبيه السائق وهو عمال يضحك على كل كلمة وأنا
أنظر شذراً لأمه التي قدمت لنا عشاء على شاطىء المعمورة عبارة عن سندويتش واحد لكل
مواطن وتاخذه في يدك وبدون طبق 😊 وصلنا تحت البيت مسعود ابن بنت الحاج عربي خشبة تاجر الجلود
الشهور شاهد سامي وهو داهن هذا الماسك الأبيض فضحك بشدة وقال :
-هههههه بلياتشو بلياتشو أهو يا ماما
أنا وطاهر جنيدي وحنتوف لم نتمالك نفسنا من
الضحك وضحكنا
-قاطعه عم رأفت : بس يا واد إنت بدل ما أخبطك
بالعربية
تقاطعه أم سامي وتقول له : بس يارأفت إنت
اتجننت ؟ تخبطه إزاي بالعربية
-آه أحبطه ده عيل قليل الأدب أنا ابني
بلياتشو
تدخل حنتوف بحكمته رغم قلة أدب أبو سامي :
ياللا يا مسعود من هنا عيب كده
مشى مسعود ونظر سامي شذراً لكل من ضحك ولسان
حاله يقول : آدي دقني أهي لو حد فيكو راح المعمورة تاني في سيارة أبويا
ولسان حال حامد يقول : أبوك سخر من نصف بنات
اسكندرية وهو سايق وإت متضايق من كلمة إتقالت تريقة عليك من عيل صغير
صعد عم رأفت الدرج وهو يسأل زوجته : الواد ده
ساكن فين ؟
فردت : ده إنت شكلك ناوي تخبطه بالعربية بجد
_____________________تمت_____________________
تعليقات
إرسال تعليق