ياليتهم سمعوا الكلام 😊

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص السابع والثمانون

 87- (  ياليتهم سمعوا الكلام 😊  )

كان حامد يخاف أحياناً ويتردد أحيان أخرى في كتابة أي نص في المجموعة بسبب أنالمجموعة منشورة على مدونة ويمكن أن يقرأها أي قارىء عادي فيفتش في ضميره ورغم أن لا أحد له الحق في أن يفتش في ضميره كان هو يمرر كل فكرة على ضميره كفلتر لتنقيحها قبل ان يضعها على الأوراق وكان يتشجع بمقولة عمنا أحمد منيب إن خفت ما تقولشي وإن قلت ماتخافشي 😊

(كان صديقي رائد يسكن بجواري تقريباً بيني وبينه عبور طريق الحريةإلى الجانب الآخر كان رياضي ونشيط يذهب إلى النادي بانتظام كنت أحياناً أذهب معه كان شبهني في أشياء كثيرة لدرجة جعلتني أشعر أنه قريني -ولقد تحدثت عن أول شبيه لي أقابله في أحد القرى الريفية في رواية 1986-كان يشبهني في كل شيء ماعدا المذاكرة كنت أنا متفوق وكان هو بليد وكان وجود اسمي خلف اسمه في الترتيب الأبجدي في الفصل سبباً في أن يجلس أمامي أو خلفي في كل لجنة اختبار سواء منتصف العام أو نهاية العام وكان يتضايق كثيراً ن كوني لا أحب الغش؛ كنت أكره الغش لأني أرى فيه سرقة لم أكن أحب أن أسأل أحد أو أن أعطي معلومات إو إجابات لأي سؤال أثناء الاختبار وكان ذلك يغضب رائد كثيراً فيمارس ضغوط علي مفادها أنه سيقطع علاقته بي إذا استمريت في رفضي للغش أثناء لجان الاختبارات لم أتراجع و كان حفاظي على مبادئي عندي أقوى من ضغوط أي صديق أو زميل بالطبع وقتها لم أكن أعلم الفرق بين الزمالة والصداقة وحين لم يجد رائد أي جدوى من محاولاته ذهب إلى صديقنا الثالث علاء الذي كان يسكن في الهداية أمام مسجد الهداية وكان زميلنا في نفس المدرسة ولكن في فصل آخر وكنت أعتز بعلاقتي به كثيراً وكنت متعود على ابتسامته في وجهي لا سيما حين كنت أقابله في فترة الفسحة بين الحصص الدراسية أو يوم الجمعة في صلاة الجمعة فقد كنت أصلي في مسجد الهداية المقابل لباب منزل علاء ولكن هذه المرة وجدته غاضب ووجهه متعض :

-مالك يا علاء فيه إيه بتقابلني ليه كده ؟

-مفيش !

-لأا في إنت عمرك ما كشرت في وشي كده ؟

-يعني مش عارف ؟

-لأ مش عارف !

-إنت ليه مزعل رائد ؟

-اه هو حكى لك ؟

-اه حكي لي ولو سمحت تغششه في بقية الاختبارات

كان والد علاء مدرس أول لغة فرنسية كان يأخذ أصحابه ليحضروا المراجعات النهائية مع والده مجاناً ولم يدعوني للمراجعة النهائية معهم بعد ما بدر مني في حق رائد 😊

لم أعد كسابق عهدي مع رائد ولا علاء ولم أعد للصلاة في مسجد الهداية آخر مرة صليت الجمعة فيه كانت في 28 يناير 2011 حين ثار الناس على الإمام حين قال لهم أثناء الخطبة أن الخروج على الحاكم حرام ونصحهم بعدم الخروج ضد الرئيس حسني مبارك رحمه الله فغضبوا وكادوا يضربوه وكانت آخر مرة يعتلي فيها منبر مسجد الهداية

ياليتهم سمعوا كلامه فكل ما حذرهم منه قد كان

_____________________تمت_____________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج