سقوط بغداد
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص التاسع والثمانون
89- ( سقوط بغداد
)
لم ينسى حامد أن يوثق في مذكراته ذكرياته عن يوم التاسع من إبريل ليس
سنة 2003 ولكن قبلها بعام سنة 2002 كان يحضر محاضرة للأبيضاني في الدور السادس
بالكلية بعيداً لم يشعر بهم الأمن حين قامت تظاهرةكبيرة كانت تريد الوصول من
المجمع إلى المركز الثقافي الأمريكي احتجاجاً على سياسات أمريكافي المنطقة لدرجة
أن طالب اسمه محمد توفى في التظاهرات وتم إلقاء القنابل المسيلة للدموع وتم إخلاء
المجمع النظري ولم نشعر ونحن جالسون في محاضرة الأبيضاني عن المنهج العلمي في
التفكير وعدم إعطاء الأشياء أكبر من حجمها وأخذ حالة إنجازات الحضارة المصرية
القديمة كمثال وحينما استدار للسبورة فوجد شعار ملصق مكتوب عليه : (قاطعوا
المنتجات الأمريكية)
فقال : بلاش كلام فارغ شيلوا الملصق ده
فرد عليه طالب اسمه محمد أيضاً (اسم محمد منتشر جدا في الثقافة المصرية)
-ونشيله ليه ؟
فنظر له الأبيضاني شذراً ثم قال : إنت عارف الشعار ده معناها ايه؟
-اه عارف
-لأ مش عارف يا ابني إنت لو تقاطع المنتجات الأمريكية دباباتك وطيرانك
مش هيطير اكتر من اسبوع واحد
-عشان قطع الغيار يعني ؟
-قطع الغيار والصيانة وكل حاجة
شوية ودخل موظف الأمن وقال ياللا هنخلي المبنى لو سمحتم اتفضلوا
-فرد الأبيضاني : هنخرج مع سيارات الإسعاف 😊
بعدها بعام تقريباً رحل والدي في السادس من
إبريل عام 2003 كنت في مكتبة الاسكندرية طوال اليوم أحضر دراسات للماجستير لم
أنتبه للتليفونات التي ضربها حنتوف على هاتفي طوال اليوم فقد كان الهاتف في
الأمانات في المكتبة ووالدي عاد بالإسعاف على مستشفى الألماني وهو ينزف بغزارة
آخر مشهد شاهده معي كان لصدام حسين وهو يتجول
في شوارع بغداد وسط الجماهير وهي تهتف بوش بوش اسمع زين القائد صدام حسين على شاشة
الجزيرة كنت أتابع الأخبار على موقع بي بي سي الإخباري وأرجع أقولها له وهو في
مرضه الأخير :
قلت له : عايز أخبار ولا تحليل إخباري ؟
فقال لي : بعد أن سكت قليلاً : وإيه الفرق
بينهما ؟
فقلت في التحليل الإخباري هأقول لك رأيي أنا
اللي كتبته على موقع بي بي سي في صفحة شارك برأيك -التي تطورت فيما بعد إلى برنامج
اسمه نقطة حوار- لكن الأخبار هأقول بالضبط ما تنقله وكالات الأنباء
فقال لي : وإنت رأيك إيه ؟
قلت : الأمريكان لم يدخلوا أي مدينة عراقية
حتى الآن باستثناء أم قصر والمقاومة تكبدهم خسائر
قال لي : أنت مندفع لا تتعجل انتظر وسترى
وبعد أن رحل بثلاث أيام
جاء أسعد من القاهرة كي يعزينا وظل ناصر
يتحدث عن لغز سقوط بغداد بهذه السهولة رغم المقاومة العنيفة في البداية فلم يجد
سوى كلمة واحدة : (الخيانة)
ثم قام لكي يوصل أخيه أسعد إلى محطة القطار
هو وزوجته بسيارته الشيروكي
_____________________تمت_____________________
تعليقات
إرسال تعليق