ظفر غائر

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص الثاني و السبعون

 72- (ظفر غائر) 

لم ينسى حامد تلك المرة التي أخذهم فيها عم أسعد زغبي والد فتوح جاه في سيارته الصغيرة التي اشتراها من معيد في كلية الفنون الجميلة كان مرشح لخطبة ابنته لكن الأمر لم ينجح وهرب سريعاً قبل أن تقع الفأس في االرأس ولم يترك لهم من ذكراه سوى سيارة قديمة متهالكة بيجو من النوع 104 التي حين تراها تظنها فيات 128 ولكن متخفية 😊

أخذهم عم أسعد كي يلعبوا الكرة في مركز شباب سموحة كان ممنوع الدخول بالسيارات لكن عم أسعد لم يتنبه لذلك وأخذ المطب الصناعي بغباءه المعهود ودخل البوبة حتى استوقفه حارس الأمن ليشرح له أن المركز غير مجهز لدخول السيارات فرد عم أسعد :

-ايوه وأنا أقول إيه المطب الغريب ده ده مطب رذل أوب

رجع عم أسعد بظهره وركن السيارة في الخارج كانت أول مرة يدخل فيها حامد مركز شباب سموحة وكان يرتدي الحذاء الرياضي ذي الثلاث ألوان (أبيض – أصفر – أسود) الضيق على قدمه الذي جلبه والده د حسام من ليبيا والذي أصر على ارتدائه كي يضحك على نفسه ويقنعها أن والده يجلب أشياء مرغوبة وعلى ذوقنا ويمكن التباهي بها أمام الأصدقاء والجيران من هذا المكان الغريب (ليبيا) الذي كان يذهب إليه رغم أن كل الناس تذهب إلى الخليج ، وبالفعل ارتداه أثناء المباراة وظل يلعب ويجري ويضغط على نفسه تحت وطأة صيحات عم أسعد زغبي الذي عادة ما يتقمص في هذه المشاوير شخصية مدرب فرق الكرة في دوري الشركات 😊 ويجلس ليوجهنا أثناء المباراة وطبعاً ممنوع أن يقف فتوح حارس مرمى في وجوده

عاد حامد إلى البيت في هذه الليلة وضفره الكبير في قدمه اليسرى متورم بسبب الحذاء الضيق الذي كان يرتديه أخذته أمه على الفور إلى مستشفى المبرة القريبة : فقال لها الطبيب

-هذا ضفر غائر يحتاج جراحة هاتيه غدا وهو صائم وسيدخل عمليات وستتكلف العملية 300 جنيه

خرجت الأم وحامد معها مفزوع بالسيارة ال 131 وذهبا إلى المستشفى الالماني على الجانب الآخر من فلمنج (سابا باشا) فأدخلها طبيب الطوارىء وأعطى حامد حقنة بينج وهو جالس واستأصل له الضفر الغائر وهو جالس لم يشعر وقتها بألم بسبب حقنة البنج لكنه كاد أن يغمى عليه وهو جالس أثناء مرور طبيب لاحظ إرهاصت إغماءة حامد فجعله ينزل رأسه إلى الأسفل وضغط عليها من الخلف وهو جالس فتدفق الدم في رأسه من جديد بقوة ولم يدخل في الإغماءة

خرجت به الأم وفي يدها الروشتة وذهبت به إلى صيدلية الهداية على محطة ترام الهايا حيث ركنت صف ثاني ونزلت لتحضر الأدوية وكاد سائق تاكسي أن يصدمها حين انحشرت بين السيارتين (سيارتنا الراكنة صف ثاني أمام الصيدلية وسيارته) فقالت له بصوت عالي فيه صراخ هستييري :

-حاسب حاسب يا حيوان يخرب بيت مخك

وهكذا كانت تعاني أم حامد معه ومع إخوته دائماً لكنه حين كان يسألها دائماً

-ليه دايما إنتي اللي بتتصدري معانا في المشاوير دي ليه بابا مش بيشيل همنا زيك

فترد : يوووه بقى ياحامد أبوك عايش لنفسه ولأبحاثه ودخانه وحياته وهيفضل طول عمره كده

وقد كان ....

_____________________تمت_____________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج