للصبح سهرانين

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص المائة وثلاثة

 103- ( للصبح سهرانين )

كان حامد يستكشف شخصيته من خلال الأحداث التي تمر به لم يكن يعرف أنه مساير للآخرين وليس مبادر أو مستقل إلا بعد أن درس علم النفس وتعمق فيه؛ وكانت زمالته لشامخ جاد الله جاره ومصاحبته في لعب الكرة والخروج والوقوف في البلكونات خير شاهد على مسايرته كان شامخ مندفع وطويل اللسان وكثير الحركة وكان يحب أن يشعر بزعامته وأن له أتباع حتى ولو من أبناء الجيران ، يتذكر حامد مرة حين كان يسهر معه من البلكونات المقابلة لبعضهما البعض كان شامخ قد اشترى ألبوم وحيدة العمدة (مطرب شعبي) والألبوم كان اسمه للصبح سهرانين ووضعه في المذياع (الكاسيت) وكان الصوت عالي وهو يقف في البلكون ومعه عشاءه ويتحدث إلى حامد الذي يقف في بلكونه هو الآخر ومعه عشاءه ويضحك ويتسامر معه لكن الصوت العالي كان مزعج لنوم حنتوف (مهند أخو حامد) الذي ينام في نفس الغرفة التي عليها البلكون فاشتبك أكثر من مرة مع حامد الذي رفض أن يترك البلكون ويدخل فهو يخجل أن يترك شامخ ويدخل فيغضب منه او يقاطعه فيما بعد فحاول أن ينام ووضع على رأسه المخدة ونام بالفعل لدرجة أنه لم يشعر بحامد وشامخ وهما يبصقان على سيارة عماد واحد شاب متزوج حديثاً ويستأجر شقة الدور الأرضي في عمارة شامخ ولديه عرة بيجو (305) ، وكان شامخ بطبعه الكياد الغياظ المندفع يناكفه بسبب أنه متزوج حديثاً ولضسق مسكنه فإنه أحياناً كان يسمعه وهو يداعب زوجته من شباك المنور أو البلكونة وكان يتندر عليه بكلمة (العمدة) والتشابه بينه وبين اسم المطرب الشعبي (وحيد العمدة) ويسخر العمدة راح العمدة جه العمدة هيهد الدنيا الليلة 😊

استيقظ عماد من نومه ليجد السيارة كلها مغطاة بالبصق فوقف وهو يمسك المنظف ويمسحها وويقول وهو ينظر إلى أعلى :

-ناس وسخة !

الذي شاهد هذا المشهد كان مهند أخو حامد واستنتج على طول ماحدث وذهب ليلوم حامد :

-ليه يا حامد تعمل كده دي لا أخلاقك ولا إحنا أتربينا على كده وشامخ التافه المعفن ده ليه يأثر على سلوكياتك بالشكل ده ليه تخللي واحد زي ده يقف يقول ناس وسخة

عاجبك كده لما يظن فينا وبعدين عيب وحرام ه واحد شقته ضيقة والدنيا حر طبيعي نسمع صوته هو وزوجته عيب أنك تتلصص عليه وشامخ متغاظ ليه عشان مش عارف يتجوز ولا نفسه يتفرج ؟

يضحك حامد

مهند (أو حنتوف) : ما تضحكش أنا بأتكلم جد إياك تعمل حاجة تاني تسيء لنفسك وتربيتك تحت ضغط المجاملة لشامخ ده وأنا لما أشوفه هأبهدله

لام حامد نفسه جامد بعد هذا الموقف لا لشيء سوى أنه سمح لحنتوف بأن يمسك عليه غلطة مثل هذه كان تقديره لذاته منخفض جدا لو تم قياسه وقتها

كانت شخصية حنتوف محيرة في أحيان كثيرة ضميره حي وكلامه تربوي وصحيح وفي أحيان أخرى يكذب ويتعصب لوجهة نظره خاصة حين تكون له مصلحة ما في الموقف

لكنه كان أحياناً ينجخ في إقناع حامد بوجهة نظره ولم يكن حامد يتعصب لوجهة نظر أخرى من باب عدم خسارته وإغلاق باب الشقاق لكن للأسف كان حنتوف يفهم ذلك خطأ على أنه ضعف

ضعه بجوار المسايرة ولوم الذات يطلع لك حاجة كبيرة عن شخصية حامد المحيرة هي أيضاً

__________________تمت_____________________

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج