فول ورنجة
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص المائة وستة
106- ( فول ورنجة )
كانت العلاقة بين حامد ووالده علاقة شد وجذب غريبة ؛ أحياناً هادئة
وأحياناً ثائرة كالبحر الهائج كان حام يلقي باللوم على والده في كثير من الأمور ،
لكنه حين يراه قادماً بالسيارة الفيات البيضاء من عمله في شبين كان يقف ليحمل معه
الأغراض والمشتريات خاصة بعد أن رحل البواب محمد الصعيدي بسبب كثرة مشاجراته مع
زوجته رزقة التي كانت تصل إلى حد الضرب والشتائم والسباب والتشابك بالأيدي 😊 ، في هذا
اليوم كان يقف حامد وفتوح يتحدثان عن الأكل سأل حامد فتوح :
-إنتوا الأكل إيه عندكو النهاردة ؟
-فول ورنجة !
-إيه العلاقة بين الفول والرنجة ؟
-ماعرفش ياعم أهو أي أكل والسلام
كان موتوسيكل كنتاكي قد وصل فقد طلبه جارهما
طاهر جنيدي فنظرا هما الإثنان لعلبة كنتكي الحجم العائلي وهي تصعد سلم عمارة
المستشار بركات إلى شقة طاهر جنيدي وقالا في نفس واحد :
-جتنا نيلة في حظنا الهباب 😊
لمح حامد سيارة والده فانتقل إلى أسفل عمارته
ووقف انتباه حتى ركن والده السيارة ،أما فتوح فعمل حركة قرعة من حركات أبيه عم
أسعد زغبي حين يرى والدي في الجوار وتوارى خجلأ أو استهبالاً لا أعرف !
-أهلا يا بابا
-خد الأكياس دي وخاللي بالك على الكيسة
السوداء الكبيرة فيها قدور وأواني فخار للفرن
( وهو يتحدث رمى الكيسة على عتبة باب العمارة
فانكسرت القدور والأواني الفخار التي كان يتحدث عنها 😊 )
فكتم حامد ضحكته لكن والده لم يستطع أن يكظم
غيظه وقال بصوت عالي سمعه فتوح من الناحية المقابلة :
-يا أخي إنت إيه ماتعرفش تعمل حاجة صح أبداً
كل حاجة تبوظها
-أنا ما لحقتش أمسكه من إيدك يابابا إنت اللي
رميته على العتبة
-خلاص ماتناقشنيش خد بقية الأكياس وطلعها
صعدنا في الأعلى كان مهند وناصر ووحيد وأم
حامد يفطرون فول وكانت ترابيزة السفرة عليها مزهرية مكونة من بلورة زجاجية مكورة
داخلها ورد وتحت مفرش قماش فكنا نشيح المفرش جانباً ونضع الأكل من ناحية كسلاً فقد
كنا نكسل أن نرفع المزهرية والمفرش القماشي من الناحية الأخرى
جاء الوالد ومعه لفة طعام فاخر يبدو من
رائحته أنه كباب حلة فقام حامد بإشاحة المفرش من الناحية الأخرى ووضع كباب الحلة
فانصرف الجميع عن طبق الفول وبدأوا في مد
أيديهم في لفة كباب الحلة
وحين شاهد الوالد هذا المشهد فقال
-من فعل هذا ؟ يقصد تكوير المفرش على
المزهرية دون رفعه من وسط الطعام كسلاً
فردوا عليه جميعاً في نفس واحد : حامد
-يووه حامد ده ما يعرفش يعمل حاجة صح بضمير
أبداً شيلوه
وحين غسل يده وجلس ووجدهم جميعاً يأكلون من
كباب الحلة وتركوا طبق الفول
فوضع أو لقمة غموس في طبق الفول قائلاً
ومعلماً لهم جميعاً :
-عيب لما طبق الفول يتحط ومحدش يمد إيده فيه
طبق الفول ده إنتوا اتربيتوا عليه وله احترامه في وجود أي نوع أكل
فتوارينا جميعاً خجل وأولهم أنا
__________________تمت_____________________
تعليقات
إرسال تعليق