أقرع ونزهي

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص المائة وثمانية

 108- ( أقرع ونزهي)

يسترسل حامد في مذكراته وقد دخل في منطقة لوم الذات :

لمت نفسي كثيراً حين استوقفتني هناء ابنة عم عتريس البواب ؛ بواب عمارة إدكو المجاورة لعمارة المستشار عيسوي في الشارع وقالت لي :

-تعرف محمد جنيدي جاركم ؟

-ايوه ماله ؟

-اصله شافني أنا وعصام عايزاك تبلغه إن عصام ده خطيبي

-عصام مين ؟

-خطيبي أحسن يفتكر حاجة كده ولا كده ؟

أنا طبعاً كنت طيب وساذج ظنيت أن هناك موقف حدث أو أن محمد جنيدي (الإكسيلانس) قد احتك بها أو نظر لها نظرة مش ولا بد فقلت بسذاجتي أوصل الرسالة وخلاص

ناديت عليه من البلكونة فخرج عليا بأنزحته المعهودة وهو يرتدي تيشيرت أديداس ويمسك نصف تفاحة في يده :

-أيوة يا حامد ؟

-عارف هناء ابنة عم عتريس ؟

-هناء مين دي اللي إنت جاي تكلمني عنها

-هناء بنت عم عتريس

-عتريس بواب عمارة إدكو ؟

-آه

-مالها ؟

-إنت شفتها واقفة بتتكلم مع شاب هي بلغتني ابلغك إنه خطيبها

-أنا مش فاكر إن أنا شفتها ومين دي أصلاً اللي إنت جاي تكلمني عنها أنا حتى لو شفتها لا يهمني ولن تسترعي انتباهي !!!

شعرت بالحرج الشديد لكني تمالكت نفسي ورديت :

-أنا قلت أوصل الرسالة يمكن حصل موقف أو حاجة أنا مااعرفهاش هي استوقفتني في الشارع

بعد أن دخلنا من البلكونات لامني اخي مهند (حنتوف) كثيراً وقال لي إنت اللي أحرجت نفسك لا تتكلم مع محمد جنيدي ده تاني ولا تعبره بالجزمة هو طول عمره هيفضل اكسيلانس ومش هيتغير

-معك حق

-ولا تضايق نفسك إرمي ورا ضهرك

عم عتريس أبيها كان البيه البواب كان باني لأولاده بيت ملك في حجر النواتيه ويبدو أن هناء تزوجت عصام فيه 😊 لأنه كان شغال سمسار بجانب شغلته بواب لكنه كان معقد ومغرور ولم يكن يحني راسه لأي ساكن لدرجة جعلته يتشاجر مع العديد من السكان لكنه رغم ذلك ظل قابع في الحي حتى وفاته كان وحيد عجيبة أحد سكان عمارة إدكو يقول لي عنه أنه :

-البيه البواب بسلامته

تذكرت حين طلبت امي منه أن يرفع المخلفات والدراجات القديمة من البلكونة كي تنظفها فقال لها حاضر بس ثانية واحدة :

قالت له رايح فين ؟

قال هأروح أغير الجلابية الصعيدي البيضاء لا تتوسخ

فنظرت لي أمي بعد أن نزل وقالت : طول عمره أقرع ونزهي 😊

__________________تمت_____________________