قارش ملحتي 😊

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص الثاني والتسعون

 92- (  قارش ملحتي 😊  )

كانت تسليتي الوحيدة بعد التخرج من الكلية وطول الجلسة في البيت هي النزول بعد صلاة المغرب والتمشية على البحر من سان ستفانو إلى سيدي بشر مع أصدقائي خريجي نفس الدفعة ونفس المدرج ونفس الكلية : مسعود ووحيد وعابد كنا أحياناً نلتقي في سان ستفانو على صلاة المغرب نصلي في زاوية صغيرة ثم ننطلق إلى شاطىء الكورنيش في رحلتنا التي كانت نصف أسبوعية ثم تحولت إلى أسبوعية (كل خميس) ثما ما لبثت أن ألغيت بعد أن شغلت كل واحد مننا أحداث الحياة والشغل والزواج وهلم جرا

لكنها كانت سنة طويلة وكئيبة لم أكن قد تحصلت على عمل بعد فكانت هذه التمشية هي المتنفس الوحيد لي ، كنت أتحدث كثيراً من أول ما أقابلهم حتى تنتهي التمشية بركوب الترام من محطة سيدي بشر

مسعود كان قارش ملحتي 😊 رغم لدغته الخفيفة في حرف السين كنت أحب الحوار معه والجدال أيضاً في بعض الأحيان :

أول ما قابلته وقبل أن ينضم إلينا وحيد وعابد كنت أتحدث عن بيت شعر يقول : إزداد شوقي إلى شوقي فطلعت من تحته لفوقه 😊 فرد عليا :

-هو إنت يا حامد بتحضر قبل ما تيجي ؟

-هو إنت عشان مدرس كل حاجة عندك تحضير ؟

-هتبدأ ولا إيه مش كفاية جدالك عن عدم جواز الصلاة في المساجد التي بنيت على قبور مشايخ وأولياء

-تقصد صلاة العشاء اللي بنصليها في مسجد سيدي بشر؟

-آه أهم شي إن المقبرة لا تكون في اتجاه القبلة

-هناك حديث عن لعنة اليهود الذين اتخذوا قبور أنبيائهم معابد

-بأقول لك إيه وقف الجدل ووقف هنا ننتظر عابد ووحيد ينضما إلينا

(الطريف إن بعد هذه الأيام بخمس سنوات توفى والدي رحمه الله وكانت المدافن في المندرة فقرروا جعل الجنازة في مسجد سيدي بشر لم أفكر وقتها في تغيير مكان صلاة الجنازة لكني كنت أعرف لسان حال كل من وحيد وعابد ومسعود حين جاءوا صلاة الجنازة وعيونهم جميعاً تقول كلمة واحدة :

-كنت ترفض أن تصلي في هذا المسجد الصلوات العادية وتظل تتجادل معنا وها هو والدك توفى ونصلي عليه جميعاً صلاة الجنازة في نفس المسجد وأولنا إنت !

يالها من مفارقة

_____________________تمت_____________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج