اسمك لسه بالرصاص

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص السادس والتسعون

 96- ( اسمك لسه بالرصاص )

كانت طريقة حامد في كتابة المذكرات عقيمة وعجيبة يختار مشاهد وأحداث هايفة وعجيبة كيف استقرت في ذاكرته كل هذه السنوات ما المغزى منها وما الرابط بينها لم يستطع حتى هو نفسه الإجابة عن هذا السؤال :

(بعد أسابيع من التردد والصراع بين الإقدام والإحجام كان يأتي حامد ويقف أمام باب رئيس القسم أيام الأحد – الاثنين -الثلاثاء ويقول لنفسه : أدخل ولا ما أدخلش ؟ ثم يتراجع ويقول مش هأدخل ويعود ادراجه يشغل ألبوم حميد النظامي قبل الأخير (غزالي) ويظل في سهده وأحلام يقظته تلك الدائرة المفرغة التي ظل يدور فيها سنوات طويلة إلى أن تشجع وقرر أن يدخل على الرئيس في أحد أسابيع الصيف كي يعرفه بنفسه و يبدو أنه كان مشغول كان عنه مقاول يورد للأخطبوط بيه الطوب الذي يستخدمه في البناء والتشييد ما هو حضرته رئيس قسم ووبدرجة وكيل وزارة في الصباح وفي المساء سمسار عقارات ومقاول وكل اللي تتخيله واللي ما تتخيلهوش كمان

دخل حامد وتشجع :

حامد : صباح الخير يا أخطبوطي بيه ؟

الأخطبوط : صباح النور مين حضرتك ؟

حامد : أنا حامد الموظف الجديد

يستشيط غضباً ويقوم من مجلسه بجوار سعيد بيه المقاول ويقول له إنت الموظف الجديد ؟

حامد : اه أنا

الأخطبوط : إنت فين من ساعة ما وقعت لك إقرار استلام العمل أنا كنت هأكلم رئيس مجلس الإدارة ونعمل لك استدعاء رسمي

حامد : الأيام دي أجازات والدنيا حر وأنا لسه ما أعرفش هاشتغل في إيه ؟

الأخطبوط : ياسلام هو ده مبرر خلاص نقعد في بيوتنا كلنا ونسيب الشغل لا البداية كده مش كويسة والجواب بيبان من عنوانه  إنت لسه اسمك بالرصاص

حامد يرد بينه وبين نفسه (كلمة إنت لسه اسمك بالرصاص دي سمعتها كتير فعلا البداية مش مبشرة أبداً مع الأخطبوط)

يتدخل سعيد بيه مقاول الطوب ويقول لحامد :

سعيد بيه : يابني إنت تعرفني شفتني قبل كده ؟

حامد : آه حضرتك سعيد بيه المقاول

يتفاجىء سعيد بيه المقاول ويقوم من مجلسه هو الآخر ويسأله عرفتني إزاي ؟

حامد : حضرتك اسم كبير في عالم البناء وجارنا المستشار معيسوي اشترى منك طوب وهو بيبني عمارته

فيضحك سعيد بيه : طيب استنى بقى لما أبني عمارة جديدة علشان تشوفني تاني مانت مش بتيجي شغلك

(يقول حامد بينه وبين نفسه : خليك محضر خير مش ناقصة 😊 )

الأخطبوط : معاك كورسات كمبيوتر ولغات ؟

حامد : أنا سجلت في تدريب الرخصة الدولية وزميلنا هو اللي هيدربنا

الأخطبوط : ماشاء الله يعني لسه أبيض يا ورد في كل حاجة

تدخل الغندورة فتتغير ملامح وجه الأخطبوط من الضيق إلى الانشراح :

الأخطبوط : أهلا أهلا يابنتي إنتي فين من بدري أنا طالب لك نسكافيه

روح إنت حامد والسكرتيرة هتعرفك مكتبك فين وشغلك إيه

خرجت من عند الأخطبوط وأنا في بالي مشهد هنيدي في الفيلم : قعدة الراجل بمائة ست بس إن جت الست ؟ يغور الراجل 😊

وقد كان )

_____________________تمت_____________________