كيكة على العالي

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص المائة

 100- ( كيكة على العالي )

جاء د حسام في أجازة قصيرة لرؤية أبناءه والعائلة لكن أبناءه كل واحد فيهم كان في وادي عرعر 😊 ، ناصر غارق لشوشته مع السنكوحة ووحيد يجري وراء قريبته من بعيد وحنتوف منشغل بإقامة العدل بين الصغار والكبار، وحامد عينه على الكيكة العجيبة التي أحضرها معه من ليبيا عجيبة قدرة الدكتور على صنع الكيك بهذه الحرفية كيكة بالموز والشيكولاتة طعمها وتسويتها ولونها كما لو كانت جاتوه مغلف بالكريمة ورائحتها الفواحة تجعلك تأكل الكيك حتى لو لم تكن تحبه وهو ما كان في حالة حامد كذلك لمح معه في الشنطة موز أصفر حجمه كبير أكبر من أي موز يراه في مصر لم يكن يرى سوى الموز المغربي المنقط الصغير عديم الرائحة ، فكان منبهر لشكل الموز وحين سأل والده فقال له أنه موز تستورده ليبيا من شيلي واستوقفه وطلب منه :

-مش فتوح جارك أبوه في سبها ؟

-أه فعلا في سبها يابابا

-خلاص قل ل فتوح لو عايز يبعت حاجة لأبوه أنا راجع بكرة ممكن أخدها معي

(نظرت بكل انبهار واستغراب لهذه الشخصية العجيبة وقلت 😊

-مش عم أسعد ده جارنا قليل الذوق الذي يتجاهلك ولا يسلم باهتمام ؟

-اه صحيح

-طب أزاي حضرتك عايز تبعت له اغراض من اسرته ؟

-دي حاجة ودي حاجة يا حامد هي الأصول كده

عموما سأل حامد جاره فتوح فقال له بكل قلة ذوق وجليطة : لأ مش عايزين نبعت له حاجة

المهم كانت آخر ليلة لوالد حامد قبل العودة إلى ليبيا مرة أخرى فجاءت السنكوحة كي تسلم وتأخذ اي عطية فحاولت التقرب من حامد ومصالحته لتلطيف الأجواء فلفظها وقام يلعب مع جيرانه في الشارع فعاتب نفسه وهو يقول لوالده

-آخر ليلة وألعب في الشارع ومش عارف حتى أقعد معاك واسلم عليك مع إنك هتوحشني

-هي الحياة كده معلش هنجدد الأشواق ونتقابل تاني

جلست السنكوحة على العشاء معهم بعد أن نزل حامد وحنتوف يلعبوا كيكة على العالي مع أصحابهم وجيرانهم وتركوا والدهما في آخر ليلة

جلست السنكوحة (نسرين) بجوار د حسام

فعلق ناصر ساخراً : ده أنا مش عارف أقعد جانبك يابابا ولا عشان هي زوجة ابنك ؟

فرد الأب الطيب بسذاجة نادرة سجلتها ذاكرة حامد الحديدية :

-لأ ده هي ابنتي وإنت جوز بنتي

فنظرت السنكوحة وهي غير مصدقة ولسان حالها يقول لناصر بلغة العيون الفلاحي والضحكة المسهوكة والفم الواسع : ما تقول لأبيك بقى يجيب فلوس العفش والفرح

وقد كان

__________________تمت_____________________

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف  النص الثلاثمائة وثلاثة  303- (راشد في درب الأربعين) بعد فتح الحدود لم تعد لك عازة أصبحت مكشوف من كل ناحية ؛  تعيش في بيت من زجاج بضاعتك كلها بارت ولم تعد صالحة مازلت تضحك على نفسك في بعض الأشياء  وتخفيها وراء ظهرك طمعاً في عبور الحدود غيرت اسمك إلى راشد  لكنك لم تقطع كل شرايينك ، ومازلت تمشي عكس الاتجاه الذي يجري فيه النيل فقدت جزء كبير من وسامتك وصراحتك أيضاً شعرك طاح والباقي منه اشتعل شيباً وغضباً حظك السيء في جزء كبير من الرحلة  هدأت من روعه الواحة عبرت كم عشرية ؟  ؛ أربعة : دخلت في الثلث الأخير مازالت الرحلة تمضي  وأنت لم تتخلى عن هدوءك ومنطقيتك وبالك الطويل رغم نفاد صبرك من سنين  مازال يعتصرك الحنين أملك كبير وهدفك بعيد وكلامك ثقيل  على أسماع وقلوب الحاقدين لكنها وصيتك؛  فلن تنافق ولن تهادن ولن تجامل  ولن تتوقف عن الأنين كلمتك الأخيرة وقد دخلت النفق المظلم ؛وأنت حزين  وفي نهايته ضوء وصوت ينادي على المخلصين : لماذا اتخذتم هذا الط...
قراءة المزيد

مذيع لمدة ساعة

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثلاثمائة وخمسة 305- (مذيع لمدة ساعة) فتحت التلفزيون لأجد برنامج جديد اسمه: ( مذيع لمدة ساعة)  كان القائم بدور المذيع في هذه الحلقة هو الخال : واختار أن يستضيف الملحن سامي الحفناوي كان وقتها يلحن له أغنيتين لقيثارة الغناء العربي :  (قصص الحب الجميلة) و( إنت إنت)  وكانت أول مرة أرى حوار تلفزيوني للملحن الذي أحب كل أعماله (سامي الحفناوي)  -ما السر الذي جعلني أحب أعمال حميد الشاعري وسامي الحفناوي وسط كل هذا الخضم من الملحنين لا أعرف!  -ما القاسم المشترك بينهما؟  صحيح لم يلتقيا كملحن سامي وموزع حميد  إلا في أغنية واحدة من أشهر أغنيات التاريخ: -(لولاكي) للراحل علي حميدة  يالها من مفارقة غريبة!  ، تحدث سامي في اللقاء وكانت الكاميرا تصوره من الجانب وليس من الأمام لم يكن يعطي وجهه للكاميرا فوجهه لم يكن فوتوجونيك تماما  مثل حميد الشاعري في اللقاء التلفزيوني النادر الذي أجرى معه أثناء تسجيل دويتو أغنية (بتكلم جد) مع سيمون أيضا كانت الكاميرا تصوره من الجانب لدرجة أن المذيعة وقتها قالت له: ...
قراءة المزيد

بيت من زجاج

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف    النص الثلاثمائة وخمسة وثلاثون 335- (بيت من زجاج ) أ صبحت الأيام تتكرر كالاسطوانة المشروخة  أ صبحت أجزاء كثيرة مني مجروحة ، كل جزء بخير لكن لوحده الإغلاق سيد الموقف نعيش في بيوت من زجاج ندفن الرؤوس في الرمال مثل النعام نربط الكراسي في النعال مثل البغال لم تعبر البحر حتى الأحلام تبخرت على صخرة الصدمة غارق في همومك وتهتم بأناقة هدومك خرجت من الأبواب الخلفية لا تحتكر الفضيلة ولا تدعي ذلك نصيحة أخذتها من صديقك منذ زمن ولم تعمل بها : لا تقبل أنصاف الحلول _________ تمت ___________
قراءة المزيد