باب أكورديون
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص المائة وعشرة
110- (
باب أوكورديون )
كان حامد صريح في مذكراته ربما أكثر من اللازم لكن الحكايات كانت
تتداعى أمام ذاكرته وحدها دون أن يستدعيها وكأنها تقول له اكتبني وإحفظني ووثق كل
مالم ترصده الكاميرات في هذه السيرة سيرة الثلاثين سنة الطيبة الجميلة أجمل أيام
وسنين عمرنا في هذه القصة تذكر الباب الأوكورديون الذي تم تركيبه على مدخل الصالون
كي يتم تحويله إلى غرفة نوم لمجيبة هانم وابنها الأقرع بعد أن سافر زوجها الأرعن
إلى الخليج ورغم أنه هو الذي ارسل لها الفلوس كي تشتري هذا الباب وتركبه وتنام
خلفه كان الباب جدار فاصل بين الحقيقة والأوهام كان اشبه بجدار برلين الذي قسم
البيت إلى معسكرين معسكر يرى الكبار مجرمين أخذوا أكثر من حقهم بقيادة حنتوف
ومعسكر متعاطف مع الكبار على اعتبار أن الظروف صعبة على الكل كاننت أيام خير واستقرار
على البلد صحيح لكنها كانت أيام نحس وفقر علينا جميعاً لم نرى فيها خير قط بالذات
بعد دخول السنكوحة و مجيبة على الخط مازال عالق في ذاكرة حامد مشهد النقوش الدهبية
اللامعة الدائرية التي كانت تزين أرش مدخل الصالون وتمت إزالتها كي يتم تركيب باب
مجيبة الأوكورديون والباب جلب خلفه مرتبة لزوم النوم وتحول الصالون الذي كان من
المفترض أنه مدخل وواجهة للبيت إلى عنبر أو أشلاء لنوم كل من لا يجد مكان في
الإسكندرية ؛ تعرف رواية ابراهيم عبد المجيد (لا أحد ينام في الإسكندرية) يمكن أن
تؤلف رواية على غرارها عنوانها (لا أحد ينام إلا في شقة ساباباشا) خاصة في فصل
الصيف الكل يشد الرحال إلى الإسكندرية وأمام ارتفاع أسعار إيجار الشقق في الصيف لا
يجد أي من الجرمأ القادم من القاهرة إلا شقة سابا باشا مجيبة وأختها وأمها كن في
المقدمة وكن ينامن خلف نفس الباب باب الأوكورديون الذي ركبته مجيبة بفلوس الأرعن
واستفاد منه حنتوف 😊
فقد غلبه الشوق وانتهز الفرصة فرصة الغفلة
واحضر فتاته واختبأا خلف نفس الباب باب الأكورديون وفي لحظة غفلة من أهل البيت
أحضر عروسة الغفلة كي يعبر لها عن شعوره لكنه لم يلحق نفسه فقد كان والوالد عائد
من جلسته ع شلة الأنس على المقهى ليجلس على كرسي الصالة كعادته أول ما يدخل من
الخارج فيشعر أن هناك حركة غير طبيعية خلف الباب فيعطي صوته وهو غير مدرك لما يحدث
:
-مين ؟
-أنا حنتوف
-طب قافل عليك الباب ليه ؟
-أصلي مش لوحدي؛ مإحنا كاتبين الكتاب زي
مانتو عارفين
وجوم على الوجوه وهدوء يسبق العاصفة لكن
العاصفة لا تأتي أبداً فقد قام الوالد من كرسيه ودخل إلى محرابه وهو في حالة ذهول
__________________تمت_____________________
تعليقات
إرسال تعليق