الفرع والأصل
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف
النص المائة وأحد عشر
111- (
الفرع والأصل )
كان حامد كالنعامة يدفن رأسه في الرمال في فترة الدراسة الجامعية رغم أن أحواله
المالية لم تكن على مايرام كان يؤمن مصروفه من والده صحيح لكن هذا المصروف لم يكن
كافياً لأي شيء لذلك كان يكتفي بالجلوس في البيت ولا يشتري أي شيء وأحياناً ينزل
في فترات الأجازة الصيفية يتمشى على الكورنيش مع بعض الزملاء في مدرج الجامعة وفي
هذه الاجازة جاءه زميله أدهم الذي كان يسكن في حي مجاور للحي الذي يسكن فيه حامد
وعرض عليه النزول للبحث عن العمل ؛لم يكن حامد مقتنعاً في البداية لكنه نزل معه
وسأله هنبحث فين عن عمل ؟
-قال له : ماكدونالدز سلسلة محلات شهيرة فتحت فروع الآن في مصر وهناك
فرع جديد بجوارنا في ستانلي على البحر
ذهب معه حامد ولم يكذب خبر ودخلا إلى الفرع وطلبا مقابلة مدير الفرع
فخرج لهما شخص في الأربعينات من العمر ويرتدي بدلة شيك قال لهما جملة واحدة :
-إحنا محتاجين عمالة بالفعل لكن مش دلوقتي بعد ثلاثة أشهر هنعمل تقييم
لإننا لسه افتتاح تجريبي
-يعني نيجي تاني بعد ثلاث شهور ؟
-أي نعم
فرد حامد موجهاً كلامه إلى أدهم زميله باستغراب (وليس لمدير الفرع)
كده هتكون الأجازة خلصت إحنا عايزين نشتغل أثناء الأجازة وليس أيام
الدراسة
يرفع مدير الفرع أكتافه لأعلى وهو يعقب : والله ده المتاح عندي !
أدهم : شكراً لحضرتك
مدير الفرع : شرفتم !
حامد كان قوي الملاحظة وهو واقف يتحاور مع مدير الفرع لمح واحدة جالسة
تاكل وجبة هي وابنها ويبدو أنه تعرف عليها لكنها كانت جالسة بظهرها لم تشاهده هي
(كانت مجيبة زوجة أخيه المغترب الأرعن والمقيمة معهم في المنزل) فأسرها حامد في
نفسه ولم يبدها لها وغادر هو وزميله أدهم
في المساء عاد حامد إلى المنزل وفي حضور والده وإخوته سأل مجيبة
هو جوزك بعت تحويل ولا إيه يا مجيبة
مجيبة : لأ ما بعتش حاجة
حامد : أمال إنتي كنتي فين ؟
تتلعثم وتتردد قليلاً وهي ترد
مجيبة : كنت في باكوس بأشتري شوية حاجات وجيت
(لكن الحقيقة أن زوجها أرسل لها تحويل فبدلاً من أن تحضر فاكهة أو حلوى
أو حتى تعزم أهل البيت-الذين يستضيفونها- على وجبة نزلت لوحدها تأكل في المطعم
الجديد ماكدونالدز هي وابنها)
عمركم شفتم قلة أصل ونذالة وأنانية اكثر من ذلك ؟
غير من بطل فيلم (معالي الوزير) في حق زوجته 😊
تعليقات
إرسال تعليق