كريم كراميل

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص المائة وثلاثة عشر

 113- ( كريم كراميل  )

لم أكن أعرف أن النهاية سوف تأتي بهذه السرعة حين جاء ليبحث عني بعد عودتي من السفر وفي يده كريم ثالثنا في شلة الجامعة بسيارته اللادا؛ قلت له يا أدهم أريد أن أسألك سؤال واحد ؟

فقال لي : تفضل !

قلت له : كيف استطعت أن تحافظ على علاقتك بكريم كل هذه السنوات ؟ ربع قرن تقريباً

قال لي : إنه الوحيد الذي ظل بجواري

قلت له : تتذكر أيام الجامعة ؟

قال لي : نعم حين كان يغافلنا ويذهب ليجلس معها على رصيف كلية الحقوق

قلت له : مازلت تذكر

لكن سوف أذكرك بشيء آخر ؟

-ماهو ؟

-تتذكر حين قال لها كلمة أحبك بطريق مبتكرة ؟

-لا أذكر  كيف ؟

-شفت ! ذاكرتي أقوى من ذاكرتك لقد قالها بحروف حل لغز احجية بالكلمات المتقاطعة بحيث الحل يكون من أربع حروف : (ب -ح -ب -ك)

-وفاز بقلبها ؟

-لم تكن أبداً له 😊

-كانت طول الوقت خائفة من شيء ما

-وحدث بالفعل ؟

-ماذا ؟

-قالت له إني راحلة !

-يعني الموضوع جاب آخره في سنة ثالثة ؟

-اه وتزوجت مدرس عربي عنده 36 سنة !

-طب كان سابها لحد فينا ؟

-اعترف إن ده كان السبب الحقيقي لتركك شلتنا ؟

-لسه زعلان مني ؟

-أنا لا أعرف الزعل ولا يدخل قلبي لقد بحثت عن سنوات وأنا أحاول أن أصل إلى أي خيط يوصلني إليك لم أج سوى إعلان كتابك الأول زي الغلاف الأحمر

-الحمد لله أنه ليس أخضر 😊

-مانت أغلقت صفحتك على الفيسبوك منذ زمن

-والله أحسن ارتحت كتير !

سوف أذكرك بموقف أخير :

تفضل !

-كنا في شارع النبي دانيال وطلب لنا فخفخينة من جنة الفواكه

فأخرجت ثمن عبوتي فقط وأعطيته للكاشير (انجليزي يعني )

فثار غضبا وقال لي أنت لا تفهم وأكبر دليل على ذلك إنك عملت العملة دي

-وده برضه كلام ؟

-قلت له سوف أخبرك بموقف أخير : حين كنا في الدور التاني بالكلية والمحاضرة ملغية فقمت بعمل اسكتش فكاهي وقلت كلمة السيد كريم كراميل رئيس وفد مصر ورئيس المؤتمر كي يدخل معي على الخط ويلاغيني ونقلبها سمر فطنش ولم يرد

فقال لي : أهو ده أرحم شوية ، هتيجي معايا وتقابله ؟

--هآجي عشان خاطرك

ومرت الأيام ولم أقابله إلا في جنازة أدهم التي لازلت غير مصدق أنها جابت آخر الخط بهذه السرعة

تمت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج