بنت حميدو

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف

النص المائة وأربعة عشر

 114- ( بنت حميدو  )

لم يكن قد مضى على دخوله الكلية سوى بضعة أيام كانت المحاضرة الثانية في القاعة 218 بالطابق الثاني في مبنى الكلية الجديد ؛ الكل يدخل ليجلس ويأخذ مكانه بالقرب من السبورة مقاعد الذكور تختلط بمقاعد الإناث ولكن بأدب واحتشام ، ودخل ليجدها تقريباً المتبرجة الوحيدة التي وقعت عينه عليها ، وياللعجب تقف لتتحدث مع علوي ذلك الشاب الذي تعرف عليه منذ يومين وأدرك من الوهلة الأولى أنه شاب بيئة فقد كان يقطن فلمنج بجوار القهوة العالية على حدود باكوس لكنه يتجمل ويقول : أسكن في الرمل الميري كي لا ينطق كلمة باكوس من قريب أو من بعيد

كانت البنت الوحيدة التي تتكلم مع الذكور في الشعبة لفت انتباهه جمالها اللافت وثقتها بنفسها وارتداءها للبنطلون الجينز ووجد في وقوفها مع علوي فرصة كي يتدخل في الحوار ففعل

-أنا قلت آجي أسلم

-فرد علوي بغباءه المعهود : لا إنت جاي شكلك عايز تتعرف

فنظر له حامد باستغراب وحدة فلم يكن يتوقع هذه الكلمن منه قائلاً :

-وحتى لو عايز أتعرف إيه المشكلة ؟

فقطعت البنت الجميلة هذا السجال المحرج بذكاء يعادل غباء علوي قائلة اسمها ومدت يدها لمصافحة حامد :

-ريماس حميدو 😊

سمع حامد اللقب وكتم ضحكته وهو غير مصدق لما سمعه فطلب منها بغباء لا يقل عن غباء علوي السابق أن تعيد ما قالته ؟ 😊

-إيه بتقولي اسمك إيه ؟

فاستغربت وبدأت تكشر عن أنيابها :

-بأقول لك ريماس حميدو

-قال لها : آسف ما سمعتش من أول مرة

-أنا حامد بدر

-أهلا بيك ؛ كويس إنك منفتح للكلام مع البنات في كتير في الدفعة منغلقين

-على فكرة أنا شفتك إنتي بتقولي لشاب التيار الإسلامي وهو يتحدث عن الحجاب :

-إنت صدعتنا !

-بصراحة آه أنا مش بأحب طلبة التيار الإسلامي ؛ إوعى تكون منهم

-أنا ...؟ لا طبعاً

-كويس يبقى هنتعرف وممكن نبقى صحاب

فقاطعهما علوي وقد تقمص رغماً عن أنفه في هذا الموقف دور العزول 😊

-طيب أستأذن أنا بقى !

حامد : ماتخليك واقف يابني

علوي : لا خلاص أصل المنافسة معك هتكون غير متكافئة ؟

ريماس : خليك واقف يابني إحنا كلنا إخوة !

فقال بصوت خافت كلمة تدل على رذالته لا أصل اتنين على واحد فاول 😊

فقالت ريماس : بتقول إيه ؟

فرد علوي : لا ولا حاجة بأقول الواحد كده هيفوت المحاضرة عن إذنكم 😊

______________تمت___________________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج