حولوني شوكت........
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السادس والعشرين بعد المائة 126-( حولوني شوكت....)
كانت علاقتي مع والدي رحمه الله علاقة غريبة متقلبة كلها شد وجذب لكن أحيانًا كانت تصفو في أوقات معينة حين كنت أتعرض لأزمة كنت أجد نصائحه واهتمامه يظهر أحيانًا رغم غيابه في أوقات أخرى وهو ماكنت استغربه عمره ما دخل وسألني بتذاكر ولا لأ؟
ربما لأنه كان يشعر أنني أخاف على مستقبلي ولدي مسؤولية ذاتية في التعلم ربما لا أعرف لكن الأكيد أنه كان يعيش في عالم خاص به من الهدوء والعلم والموسيقى الكلاسيك ورائحة البيبة ( البايب) أو الغليون الجميلة أحيانا وكان يعرف كيف يعزل نفسه عن مشاكلنا ويعود إلى عالمه الخاص
حين لاحظ أنني أحب الذهاب إلى منزل عمو د عبد الله صديقه كان يحرص أن يصطحبني معه إلى هناك فقد لاحظ أني منسجم مع ابنه سامر اتذكر جيدا المرة التي حولوا فيها ملفي من مدرسة رشدي وأنا في الصف الثاني الإعدادي إلى مدرسة شوكت الاعدادية القريبة من المنزل على غير رغبتي فقد كانت تقريبا نفس المسافة بالإضافة إلى أن الذهاب إلى مدرسة شوكت يتطلب عبور طريق الحرية ( شارع أبي قير) إلى الجانب الآخر وهو الأمر الذي استندت إليه أمي حين ذهبت أمي إلى مدير مدرسة رشدي استاذ مهدي وتجبره على إعادة ملفي إلى المدرسة
المهم وأنا راجع بعد أن أبلغوني أن ملفي تم تحويله إلى مدؤسة شوكت فتحت أمي الباب لي فوجدتني أبكي
فقالت لي: مالك وراجع بدري ليهعن معاد المدرسة؟
رديت بكلمة واحدة: حولوني شوكت 😂
سمع أبي الحوار وكان يستعد للذهاب إلى عمو د عبد الله فقال لي تعالى معايا بعد مشوار عمك د عبد الله نروح المعمورة نقعد شوية على البحر ونجيب حاجات من سوبر ماركت شركة الاسكندرية للمجمعات الاستهلاكية في المعمورة وكانت أول مرة أدخل هايبر ماركت بهذا الحجم
انتهت الجلسة عند عمو د عبد الله بغم بعد ماكنا بنلعب بوولينج عندهم في الصالة وسامر ضرب الكورة كسرت المزهرية فعاقبته أمه وجلست مكبوسا حتى غادرت مع والدي الى المعمورة هناك جلسنا في مقهى اندريا قرب البحر
اخد والدي الكلمة وقال لي يا حامد يا ابني انت لسه صغير و قدامك كتير في الحياة لازم تطول بالك وتكون أقوى من كده إيه يعني حولوا ملفك من مدرسة لمدرسة! إنت راجل هتمر عليك ظروف كتير لازم تتأقلم معاها روح المدرسة الجديدة ولو ما عجبتكش ماما في 24 ساعة ترجع ملفك لمدرسة رشدى وإنت عارف كويس إن ماما تقدر تعمل كده- وقد كان- لكن السؤال الوحيد الذي قفز إلى ذهني وقتها
ليه ماما هي اللي تروح ترجع ملفي؟ مش إنت!
---------------------------- تمت -----------------------
تعليقات
إرسال تعليق