لاكين....... نوال!

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص المائة والأربعون 140- (لاكين.....نوال ) 

كانت المذكرات لغز كبير تغيير أسماء وأماكن وأحداث كانت الأحداث تدور في دائرة بمنطق لف وإرجع تاني لايمكن أن أنسبها لنفسي لقد عرضتها كما وجدتها بقلم صاحبها حامد لا أعرف مصيره هل رحل هل مازال على قيد الحياة لا أعرف لكن الشيء المؤكد أن هناك مجهود مبذول في الكتابة والتوثيق) 

كنت ولازلت أتذكرها رغم رحيلها سيرتها تأتي على لساني وتسبقها كلمة لاكين ذلك اللفظ المفضل في الحوار عند السودانيين كانت قريبة وليست غريبة رغم ملامحها الدميمة كانت تتمتع بخفة دم وروح جميلة قسم الله لها فيها جزء كبير من رزقها فكان كل من يتعامل معها يحبها وينجذب إليها لازلت أتذكر حواديتها وسهراتها معي أنا وإخوتي حين كنا نأتي إلى مصر الجديدة في أجازة نصف العام لازلت أذكر قصة اضطهادها والتنمر عليها بسبب ملامحها الذكورية وشبهها الكبير مع ملامح والدها لدرجة أن مدرس اللغة العربية توعدها حين انفجرت فيه باكية وكادت أن تضربه بعد أن تنمر عليها أمام الفصل كله وهي في الصف الرابع الابتدائي فقرر أن يرسبها وتعيد السنة وبالفعل رسبت في الصف الرابع وجاء نفس المعلم ليزورها بعدها بعام وهي جالسة في نفس الصف الرابع للمرة الثانية بعد أن رسبت وقال لها بالحرف الواحد:  

- مش قلت لك إنك هتفضلي في سنة رابعة السنة الجاية؟  

وكدت أن أبكي وهي تحكي لي،  كانت تهتم بي ولي عندها مكانة خاصة رغم فارق السن الكبير بيني وبينها،  عملت فترة في التدريس فتعلقت بها قلوب الأطفال تخطت الثلاثين وبدأ الخوف يتسلل إلى نفسها من أن يفوتها قطار الزواج فكادت تقبل أي عريس يتقدم تحت وطأة الإعجاب بالشخصية الكاريزمية والابتسامة الجميلة والقلب الأبيض وروح الدعابة 

لازلت أذكر التفافنا جميعا حول الفيديو ونحن نتفرج على فيلم القطار للرائع نور الشريف في نهاية الثمانينات في حضرتها ونضحك ونتناول المسليات من فصفص وغيره في حفلة السمر التي نظمتها لنا في نصف العام في منزل خالتي صفية 

انتهت أجازة نصف العام فقد كانت أيامها أسبوع واحد دون أن أكتب واجبات نصف العام الطويلة جدا التي فرضوها علينا قبل أن يصدر قرار وزير التربية بمنع الواجبات في أجازة نصف العام ومدها إلى أسبوعين 

وبدأت أستعد للعقوبات التي سيفرضها عليا المعلمون لعدم كتابة الواجبات شعرت أني أريد العودة إلى نوال 

كتبت لها خطاب وصل واستلمته ضحكت كثيرا كيف أكتب لها خطاب!  

وفارق السن كبير بيننا كانت من دور ناصر أخي الأكبر وحاولت تستميله لكنه كان قد طاح في براثن سنكوحة من الفلاحين 

اتصلت بي نوال وقالت لي على الخطاب:  

- إيه الحلاوة دي ياحامد 

- فقلت لها أنا عايز  رد على الخطاب 

لم تعلق ولم ترسل الرد لكنها ظلت على العهد استقر بها المقام في الجهاز الإداري موظفة وتزوجت من شاب باكستاني 😂

عاشت سنوات بعيدة قريبة وأنجبت طفلتين جميلتين 

لم تنساني ولم تنسى أصولها السودانية أخر لقاء معها أتذكره كان في حفل زفافي حين جاءت تبارك لي وخافت وأنا مقبل عليها أن اقبلها فاستبقت اقترابي منها بكلمة استباقية:  

- أنا لا أقبل عرسان 😀

لم أعرف سر كلمة ( لاكين)  إلا بعدها بسنوات حين تزاملت مع إخوة سودانيين في أحد المؤسسات متعددة الجنسيات في العمل فوجدتهم كلهم لاكيين 😀 في ألسنتهم كالنار في الهشيم 

وتذكرت كلمة خالتي صفية ربا ضحت لاكيين..... نوال ماتحبش إلا نفسها قلت لها العكس صحيح وإسأليني أنا 

عارفهم هما الاتنييين أما صحيح عائلة لاكييين 😂

-----———— تمت ———————


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج