الكتابة محاولة أخيرة

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الرابع والستون بعد المائة 164-(الكتابة محاولة أخيرة )

كانت انفعالات حامد كثيرة وفي كل الاتجاهات بعض النصوص كانت توثيق لأحداث من الثلاثين سنة ولكن كنت أراها أحداث عادية لماذا استرعت اهتمامه وتوقف عندها ومازال يتذكرها طوال هذه السنين الطويلة والبعض بوح ذاتي من صنعه والبعض جزء من سيرته مزيج عجيب غريب عن فترة يراها هو ذهبية رغم أن ظروفه فيها لم تكن جيدة لكن الموضوعية علمته أن يفصل بين الجو العام وحياته الشخصية )

كنت من متابعي مجلة الأهرام الرياضي أول ما طلعت برئاسة تحرير إبراهيم حجازي وكان بها ملحق فني إلى أن وجدت بالملحق الفني تحقيق اسمه (الغناء محاولة أخيرة ) وكان كاتب التقرير يهاجم حميد الشاعري بسبب محاولاته الغنائية وهم يصنّفونه موزع موسيقي فقط والعجيب الغريب أن هذا النقد كان بعد واحد من أنجح ألبومات حميد كمغني على الإطلاق ألبوم (كواحل ) ومن بعدها قاطعت المجلة لأني كنت أشعر بالظلم الذي تعرض له حميد الشاعري في كل شيء نكروا جميل صنعه ونسبوا أعماله لغيره ولما لم يجدوا أي وسيلة للقضاء على فنه أوقفوه عن العمل بقرار نقابي ظالم كنت أرى نفسي مثله مظلوم مهما أفعل لا يذكر جميل صنعي ولا إخلاصي ولا تفاني في العمل لذلك قررت أن أتجه للكتابة الذاتية كي أعطي نفسي حقها وأنا عايش أنا الكاتب الكبير في عين نفسي وأنا القارىء الأول لايهمني إن قرأ أحد أعمالي أم لا - مع كل احترامي لكل من يقرأ- أرجو أن تفهموني جيدا في هذه النقطة أقصد أنني لن أمشي كمندوب المبيعات بمؤلفاتي وأعطيها للآخرين وأترجاهم كي يقرأوا لن أفعال ذلك إنما أعمالي بالونات هيليوم ستطير إلى أعلى وهي هترقي نفسها وتجيب زبونها لكني لن أتوقف عن الكتابة مهما كانت الإحباطات وسأجرب على ترك نصوص في كل مكان ووصيتي لكل من يجد نصوصي أن ينشرها بأي وسيلة ولايكتمها عنده حتى تصل أفكاري ولو بعد رحيلي لن انتظر اعتراف من أحد بموهبتي موهبتي أنا أعرفها جيدا حدودي أعرفها جيدا أتعلم من تجربتي ولا أخجل منها أوثق مسيرتي وأحفظ حقوقي واهجر مواقع التواصل الاجتماعي الوهم الكبير الذي يعيشه الآخرون ويخرجون منه إلى الواقع المرير بكبسة زر أنا الجمهور أنا القراء أنا النقاد أنا الفكرة والتي بيني وبين الخروج للعلن مساحة حرة أتركها كفترة الحضانة كي تنمو وتستقر على الشكل الذي تريد أن تقابل الناس به حينئذ فقط انشرها واختار لها من يقرأها ويفهمها ويقدرها ويبني عليها بعيدا عن الغوغاء والبروباجندا والعالم الافتراضي الزائف كي تبقى كلماتي خير سفير عني حين أرحل وأنا واثق أن هناك شخص أمين ومتأمل يوم ما سيجدها وينشرها عبر الوسيط الذي يناسبها وبالشكل الذي تستحقه فتصل رسائلي وأنا في القبر 

صدق من قال الذكرى من بعد الموت للإنسان عمر ثاني 

ولايوجد أفضل من كلماتي كي أقدمها لتعيش في ذاكرة الأمة 

الصحفي هذا لو أخذ كتاباتي ينقدها لوضعها هي الأخرى في تحقيق صحفي تحت عنوان ( الكتابة محاولة أخيرة 😃)

——————————-  تمت ———————


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج