ماء زمزم

 مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د / خالد الشريف النص الرابع وخمسون بعد المائة 154- (ماء زمزم)

كان حامد يشعر أن الحكاية لم تنتهي بوفاة والده وأنه مازال بطل لأحداث و حكايات لم تنتهي بعد كان يشعر أن والده معه بمنطق (من يرحل عني لايفارقني)  تلك الكلمة التي قالها سعيد هويدي في حفل تأبينه كان يشعر أن والده يبعث له رسائل من قبره خاصة حين ظهر له تسجيل على قناة التنوير بعد وفاته بشهر أو شهرين) 

جاءني في الحلم وحذرني منها وقال لي بالحرف الواحد:  

-إوعى تصدقها وإوعى تتجوز ابنتها مهما فعلت!  

استيقظت من نومي مفزوعا ذهبت إلى أمي مسرعا كي تفسر لي الحلم فقالت لي ربما يقصد حفيدة صاحب البيت المطلقة التي تحوم حولنا منذ وفاة والدنا مدعية المواساة 

لكنني كنت ولأول مرة في حياتي أكثر تركيزا من كل من حولي وفسرت الحلم تفسير صحيح لقد كان يقصد أشجان الغوريللا التي أحضرت ابنتها وعينتها معي في نفس الإدارة وأحضرت لها مكتب بجوار مكتبي 

وبالفعل دخلت مكتبي تاني يوم لأجد أشجان الغوريللا تجلس فيه وفي يدها زجاجة ماء مغلقة ومجهولة المصدر وأول ماشافتني قالت:  

- ابن حلال مصفي أنا لسه راجعة من العمرة وجبت لك ماء زمزم في الزجاجة دي ترميه على سريرك زعلى ملابسك وفي مكان سجودك وترميه في جردل مياه يعمل كمية أكبر وترميه على عتبة البيت وعتبة غرفتك وحمامك 

- قلت لها حمد الله على السلامة حاضر من عنيا 

فقد نور الله بصيرتي وكشف لي الأمر لأنه كتب لي النجاة من هذا الشرك فقد علمت أنه ماء عمل سفلي معمول لي باحترافية كي أتزوج ابنتها وأراها أجمل نساء الكون 

فخرجت ومعي الزجاجة ودون أن أفتحها ألقيت بها في اول صفيحة زبالة خارج المؤسسة 

أما ماء زمزم الحقيقي النقي فقد كتبه الله لي في أول عمرة يسرها لي بعدها بسنوات 

_______________________  تمت _______________ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج