المسابقة الثقافية
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص التاسع والعشرين بعد المائة 129-( المسابقة الثقافية )
كانت الليلة الوحيدة المسموح لنا فيها بالسهر حتى الصباح هي ليلة العيد لم تكن تعجبني أغنية ليلة العيد لمرضعة قلاوون كانت تشعرني بالاختناق كانت كأناشيد المدرسة المحفوظة أسطوانة مشروخة كما كل أغانيها وصوتها الغريب الذي هو لا صوت أنثى ولا صوت ذكر 😀
كان ميدو وفتوح وطاهر يتكلون علي في تنظيم هذه الليلة كنت أجلس قبلها بأيام احضر أسئلة اختيار من متعدد عن المعلومات العامة - ولم أكن أعرف أني سأكون في المستقبل أستاذ قياس ووظيفتي تصميم مثل هذه الأسئلة - كنت أرصهم أمامي على البسطة ( عتبة منزل جيراننا المجاورين )
وأوزع على كل واحد سؤال ومن يجيب سؤاله يأخذ درجة وهكذا يلف الدور ويعود ونجمع النقاط كان ذلك قبل أن ينقل جورج قرداحي فكرة البرنامج الأجنبي من يريد أن يكون مليونير ؟ ) الذي قدمت نسخته العربية فضائية إم بي سي تحت مسمى ( من سيربح المليون ؟ )
وأعترف طاهر كما قلت لكم في القصة السابقة بأنه كان لي قصب السبق في هذه الفكرة قبل أن يقدمها جورج قرداحي وللعلم لم أكن أعرف أن هناك نسخة أجنبية من البرنامج
الطريف أن في أحد ليالي العيد لم يسعفني المخزون الذي أعددته لهم من الأسئلة وانتهى مبكرا وشعرت أنهم متعطشين للمزيد فلم ينقذني سوى كروت المسابقة الثقافية التي أحضرها درويش صاحبي من المدرسة الثانوية ابن الإسماعيلية الذي انتقل إلى الإسكندرية مع أسرته وحضر معنا أكثر من ليلة في الأعياد كان درويش منفتح علينا وعلى أهل إسكندرية ولم يكن يظهر على وجهه ملامح الاغتراب عن الإسماعيلية
وأخذت منه الكروت وقرأت منها الأسئلة واستكملنا اللعبة بعد المسابقة الثقافية بعد المسابقة الثقافية كنا ننتقل إلى لعب الكرة لكن مش أي كرة كرة شراب كنا نقوم بإعدادها خصيصاً لهذه الليلة كنا نشتري كرة هواء بلاستيك منفوخة من عم سليم الله يرحمه ونعملها قلب نلف عليه قماشة صغيرة خفيفة قديمة بالية ونلف فوقها دوبارة كثيفة (بكرة كاملة ) ثم بكرتين سيكونون كثيفتين آخر طبقة بعد الدوبارة فتنتج كورة كفر ونظل نلعب بها حتى تتهتك وتبلى وتعود كورة بلاستيك هواء من جديد كنا نقيم دوري صغير ( موازي لسداسيات العيد التي تدور رحاها في نادي باكوس المجاور ) نعم نادي باكوس ماسمعته صحيح ليس خطأ مطبعي الحي حي سابا باشا العريق لكن النادي اسمه باكوس وهو ليس في حي باكوس تناقض من ضمن آلاف التناقضات التي كنا نعيشها لكنه كان نادي صغير مخصص لكرة اليد وألعاب أخرى
كتبت عن هذا الأمر من قبل في روايتي الوحيدة المنشورة ( 1986)
وكنا نقيم الدوري في شارع الغرياني الخلفي ونستمر في اللعب حتى تبلى الكرة أو نزهق أو تطيح الكرة خلف أسوار مبنى البلدية المجاور
فكنا ننتقل إلى المحطة قبل الأخيرة في الليلة الاحتفالية وهي حضور سداسيات العيد في نادي باكوس المجاور كنت أصعد للدور الأعلى وأنا أشاهد المباريات هناك في تلك الليلة وبجواري فتوح وطاهر وميدو أمام باب المسجد الذي كان يشهد على المرات النادرة التي كان يدخل فيها والدي العالم رحمه الله إلى نادي باكوس كي يصلي الجمعة لم يكن يحب الصلاة في مسجد الهداية وكنت اذهب معه أحياناً
ونظل نشاهد المباريات من مقاعد المتفرجين حتى قرب الفجر ولم أكن أعرف الفرق بين صلاة الفجر وصلاة العيد كنت أظن أن صلاة العيد بديل لصلاة الفجر مثلما كانت صلاة الجمعة بديل لصلاة الظهر بالقياس المنطقي
لم نكن نفكر بالمشاركة بفرق كروية مرة واحدة فعلها مهند مع أصحابه وخسر بالخمسة ومرة أخرى فعلها إسلام السيد صاحبي اليتيم في المدرسة بجليم وظل يبكي على خسارته طول الليل وأنا أواسيه
قرب الفجر ينسحب الجميع من النادي إلى النوم أو الذهاب للبيت للاغتسال ولبس توب أبيض استعداداً لصلاة العيد والعودة للنادي
لكني كنت انتظر بواكي البسكويت اللي بيفرقها كابتن سيد او كابتن مجدي على الحاضرين
وبعد الفجر لم أكن أجد بجواري إلا فتوح
ونظل نشاور عقلنا نستحمل ونضمد حتى صلاة العيد ولا نطلع من التعب ننام وننسى أو نتناسى الصلاة
عقدة أخرى تكونت عندي أسوأ من عقدتي السابقة مع صلاة الفجر 😅
————————— تمت ————————-
تعليقات
إرسال تعليق