عمو عبد المجيد

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس والثلاثون بعد المائة  135-(عمو عبد المجيد )

وأنا أمرّ في الصالة أمام الصالون حيث درس الإنجليزي الذي يأخذه أخي وحيد الأرعن مع عمو عبد المجيد صديق بابا من أيام كلية الآداب 

وإذا بعمي عبد المجيد منفعل ويريد أن ينهي الدرس مبكراً ويغادر بسبب لامبالاة وحيد وعدم التزامه بعمل الفروض ( الواجبات) فأستدركت الموقف وناديت أبي سريعا كي يطيب خاطر عمي عبد المجيد وجاءت أمي أيضا فكانت حفلة على وحيد 😀

تمسك أبي ببقاء عمي عبد المجيد وأخذ من وحيد تعهد شفوي بعمل الواجبات كلها قبل الحصة القادمة 

كان عمو عبد المجيد شخصية غريبة نشأته الريفية جعلت خبثه غير منظور ومغلف بصبغة دينية لافتة يحب أن يكون له جمايل عند الناس وليس العكس 

مقاساته غريبة حتى في الأحذية كان يشتري أحذية تفصيل لأنه لايوجد مقاسه أكبر من 46 لم يكن يتقاضى أجرة دروسه السابقة لناصر ولا اللاحقة لي ولحنتوف ولا الحالية لوحيد لكن حين قامت ماما بشراء سلسلة ذهبية لأبنته كنوع من رد الجميل وحين ذهبت كي تعطيها لأبنته ثار وغضب وانفعل عليها وقال لها بالحرف الواحد 

- لما تجيبي لابنتي هدية غالية كده أنا ما أقدرش أردها يبقى بتحرجيني 

لدرجة جعلت أمي تبكي ولدرجة جعلته ينزل ابنته التي كان يتمنى تزويجها لناصر كي توصل أمي إلى بيتها وهي منهارة من رد فعله ورغم أن المسافة بيننا لم تكن بعيدة إلا أنه كان يحقد على أبي لأن شقتنا خمس غرف وبلكونتين وعلى الشارع وهو شقته داخلي وليس لها بلكونة على الشارع 

والغريب إن ماما لما حكت لبابا ماحدث لم يغضب منه بل أخذ تورتة وأخذ ماما وصفاء وأنا وذهبنا لزيارتهم 

كان عصامي وتقليدي ومتزمت في الإدارة لكنه في التدريس لم يكن يعجبني كان مدرس عادي تقليدي يستخدم كتاب تيتشر وليس بت باي بت 😀 ورغم ذلك استمريت معه ثانية وثالثة ثانوي وكنت أضيق ذرعا من كثرة أسئلته التي كان يلقيها عليا كي يعرف أخبارنا كلما حضر ليعطيني الدرس وهو جزء متناقض آخر في شخصيته لم يكن يدري به 

لكنه كان يضيق ذرعا بمشاكلنا حين نصدر بعضها إليه حين احتجنا آخر قسط للسيارة الفيات وكان ٧٠٠ جنيه ذهبنا إليه واستلفنا منه القسط 

كانت حدود العلاقة تسمح بذلك وقتها وسددنا له بعدها 

لكنه رغم أنه زميل دراسة لبابا كانت شخصيته مختلفة تماما عن بابا 

لم يكمل دراساته العليا ولم يترك التربية والتعليم واستكمل طريقه في الإدارة وكيل ومدير مدرسة ثم مدير إدارة لكنه كان يغير من أبي لأنه استكمل دراساته العليا 

لكن حين مرض أبي واحتجنا مبلغ ليدخل المستشفى ذهبنا إليه 

ناصر بالتحديد ذهب إليه يطلب مبلغ مالي 

فرد رد قاطع :  إرحموني هو أنا ماعنديش غيركو أنا كمان ظروفي صعبة 

مرت الأزمة وقام أبي بالسلامة وقرر أن يأتي عم عبد المجيد يسلم عليه

فدخل وجده جالس في البلكون فجلس على الكرسي المقابل له في البلكون 

ثم قال له 

- ممكن أطلب منك طلب يا دكتور 

- طبعا أتفضل 

- ممكن نبدل الكراسي ؟ 

فضحك أبي واستغرب وضحك وقال له 

- اه ممكن بس ممكن أعرف ليه ؟ 

- أصلي قعدتي على الكرسي ده مخلياني كاشف بعيني جيرانكم اللي في العمارة المقابلة 😅😅😅😅

————————- تمت. ————

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج