طعنة في الظهر
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص السابع والخمسون بعد المائة 157- (طعنة في الظهر)
لايوازي حزن حامد على وفاة والده إلا غضبه على وفاة شقيقه الأكبر ناصر أو مقتله -لم يتضح من المذكرات - كان يشعر بالغبن والجبن لم يستطع أن يحفظ سيرة والده ولا يوثقها ولا ينتقم ممن أذاه ولم يستطع أن يعرف من قتل ناصر أو على أقل تقدير كان السبب في وفاته )
كانت آخر مرة أشوف ناصر في حياتي أمام البيت على البسطة كان مستأجر سيارة وأتى بها من عمله في الواحات لكنه عرج على القاهرة كي يصطحب أمي من بيت خالتي شعرت أن القدر رتب لي سفرية الخليج دورة تدريبية لمدة أسبوع كي أتحدث إليه عبر التليفون لآخر مرة في حياتي كان مبتهج وسعيد وقال لي أنا أخذت أرض في برج العرب وبأحلم أعمل عليها شركة وإنت تيجي تمسك التنمية البشرية وتعطي دورات وبرامج للعاملين
كانت السفرية عن طريق الأخطبوط ووعدني أن يبلغ رئيس المؤسسة بعد سفري ويأخذ لي منه الأذن والأمان لكنه كعادته طعنني في ظهري ولم يبلغه كي يظل هو محتفظ بالسر عنده ويمسكها ورقة كان عامل لكل واحد فينا درج عنده في مكتبه يضع له فيه ملفه من أول المتصابي لغاية العقربة
المهم عدت وشعرت أن خلفي فضاء فسيح وهوا فقدت الضهر و السند انكسر ضهري فضربتين في الرأس توجع إنه أبي وإنه أخي بكيت لكني عشت ماذا أفعل حنتوف رجل ويقف وقت الشدة لكنه لايعوض غياب أبي وغياب ناصر
اللي إنكسر عمره ما هيرجع تاني شريط الفيديو البرتقالي الذي كان يحوي تسجيل لقاء أبي وأخي في القاهرة ضاع قبل أن أحوله إلى سي دي كمبيوتر لكني مازلت محتفظ بشريط مباراة مصر وجنوب أفريقيا في نهائي كأس أفريقيا فقد شاهده معي ناصر وقمنا لنحضن بعض بعد هدف الصقر أحمد حسن وتسجيل لقائي في البي بي سي بعد أيام من العاصفة وأنا أتحدث عن المأساة وأتمنى عودة الحياة لما كانت عليه تخيلوا إنه كان فاتح التليفزيون وسمعني على الهواء وأنا أتحدث في ألبي بي سي برنامج نقطة حوار فأنتظر نهاية البرنامج وكلمني وهو سعيد كانت آخر المكالمات بيني وبينه وآخر العادات التي اكتسبناها أنا وهو من أبينا الراحل
سلام على أحبتي بعد الفراق
لقد أصبحت عقدة زيارة القبر عقدتين
————————- تمت ———————-
تعليقات
إرسال تعليق