4 كيلو نارنج
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف النص الرابع و التسعون بعد المائة 194-(4 كيلو نارنج )
لم يكن الخيط الرفيع الذي يفصل الواقع عن الخيال في كتابات حامد واضح كانت
تختلط الأمور لكن التدفق الكتابي الهائل الذي انفجر في أوراقه في هذا السن يدل على
ثراء الواقع بخبرات والخيال بأفكار تصلح للتسجيل على الأوراق أو عبر المدونات
والوسائل الإلكترونية ويمكن أن يكون هذا المزيج
مادة للتوثيق والتعميق والاستزادة ويبدو أن حامد كان قد جرب ألوان مختلفة
من الكتابة حتى استقر على هذا اللون الذي يجمع بين البوح الذاتي والسيرة الذاتية
والنظرة التأملية للأحداث المحيطة به سواء شارك فيها أو تأثر وتفاعل معها مع
التوثيق التاريخي لحوادث ومناسبات تزامنت معها خلال هذا المدى الزمني الكبير الذي
يصل لأكثر من تلاتين سنة )
كان اليوم التاني من زيارة معرض الكتاب أخف وطأة من اليوم الأول حرصت على
العودة لسراي 3 التي بها أغلب دور نشر العلوم الاجتماعية وبعدها سراي 4 المخصصة لمنشورات وإصدارات
الهيئة المصرية العامة للكتاب ونحن خارجين منها كاد والدي يرحمه الله أن يشتبك مع
موظف الأمن بسبب طلبه تفتيش الحقيبة التي في يده أثناء الخروج والموظف أخطأ
التقدير وافتقر لأبسط معايير القدرة على التمييز حين يستوقف شخصية كاريزمية وشيخية
كبيرة لدى خروجها ويفتشها عيب فلو معه كتب أكيد بجوارها فاتورة سداد فقال له والدي
-لا إنت ولا رئيس هيئتك من حقه يفتشني !
-لأ أنا من حقي
-خلاص انهي الموقف
يأخذه زميله ويحوشه عن مواصلة الحوار معنا
-إوعى يا عم ده اللي في دماغه عقله مريحه
أنا استشطت غيظاً وقلت له : اخرس
يتدخل معي زميله مرة أخرى ويقول خلاص يا أستاذ توكل على الله
كانت صحبة أبي بالنسبة لي غير موفقة وغير موثقة كنت أبعد أبنائه عن مجلسه و
عن قلبه لكن هذا لا يمنع أن أكون أكثر من كتب عنه ربما لو كان عاش في عصر
الكاميرات الديجتال المنتشرة سواء في الجوالات أو مستقلة وتم تسجيل أغلب مناسباته
ربما كنا لم نفتقده بهذا القدر ولذلك أنا أكتب عنه وعن تجربة حياتي معه وعما
تعلمته منه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر
عدنا إلى فندق سويس كان أبي يعود طلابه على تشارك أوقات الطعام وكل من أحضر
معه طعام للعشاء يتم وضعه على طاولة واحدة ويأكل منه الجميع
أكلنا وذهب هو إلى الصلاة وأنا إلى النوم
في الصباح كانت رحلة العودة بالسيارة الأجرة تذكرت يوم أن كنت معه ومع
طلابه في زيارة إلى كوم الفراعين في كفر الشيخ وطلب من السائق رقم سجله التجاري كي
يكتبه في استمارة صرف بدل الانتقال فقال له السائق ليس لدي فقال له : طب هات صورة
رخصتك المهنية السائق تخوف من تسليم صورة وكانت حكاية وحاول وقتها شرح الأمر له ولسان
حال السائق يقول دي توصيلة إيه دي اللي كلها قلق
كان يقول لي : دائما تتذكر الأشياء التي بها مشكلات يا بو مخ كاوتش
قلت له : طب تذكر حضرتك موقف نتسلى به (كنت أجلس بجواره في المقعدين
الأماميين بجوار السائق
فقد أخذني بجواره بعد الموقف المحرج الذي سببته له حين طلبت عدم الجلوس
بالخلف وسط الطالبات 😊
فقال لي : يعني وإنت تكلمني تذكرت موقف ونحن شباب مع صحابي (عمك حلمي وعمك
حسام عيد ) كنا رايحين من أهرام الجيزة حتى سقارة سيراً على الأقدام فقلنا نأخذ 4
كيلو برتقال من أحد الباعة الجائلين في الأهرامات فاشترينا بالفعل 4 كيلو لكن
البائع غشنا فكانت 4 كيلو نارنج وليس برتقال (يعني طعمها حنظل ولايوجد بها أي
سكريات) فلا يمكن شربها بأي حال من الأحوال لتقضي على العطش
-ياه يابابا مشيتو المسافة دي كلها من أهرامات الجيزة لهرم زوسر المدرج
اللي في سقارة
-اه ومن غير نقطة مياه واحدة !
-كم كانت المسافة ؟
-حوالي 20 كيلو
-يعني طلابك راحوا معاك أغلب المواقع الأثرية وكنت رائد وأستاذ تشرح لهم
كمرشد سياحي أنا ابنك ولم أذهب معك رحلة واحدة هل هذا مقبول ؟
-قل لنفسك يابو مخ كاوتش
تعليقات
إرسال تعليق