ميرو في مهب الريح

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف النص التاسع و التسعون بعد المائة 199-( ميرو في مهب الريح )  

كان أحياناً حامد يبدأ وهو محدد عنوان النص وأحيان أخرى يندفع لكتابة الفكرة وهو غير مستقر على عنوان ثم يجد العنوان يظهر تلقائياً من المتن أو الحدث أو الفكرة التي يعرضها أو الموقف بعض النصوص ليس بها حوار وبعض النصوص كلها حوار وبعض النصوص مزيج تعكس الخلطة السحرية التي وصل إليها حامد ويبدو كأنه وجد كنز يخاف أن يخسره لكن التلقائية كانت تطغى على الرمزية والصدق غلب الخوف وبعض النصوص تنتهي بأمر أو حدث ساخر أو طريف وبعض النصوص تشعر أنها خفيفة أو بسيطة وبعض النصوص غير واضح فيها الفكرة الرئيسية لكنها كلها تدور في فلك واحد وتخرج من مشكاة واحدة بالتأكيد)

كنت مجتهد في الذهاب إلى المحاضرات بعد عودتي إلى مقاعد الدراسة تلميذاً لم أبالي بالتأخر الذي كنت فيه في التصنيف بدأت تقريباً من الصفر توكلت على الله كنت أجلس لأذاكر على القنوات الفضائية بعد أن انتهى عصر الفيديو ودخلنا عصر القنوات الفضائية بفضل الريسيفر الذي أعطاه لنا ناصر وكان ريسيفر وينر سات أنالوج وليس ديجيتال وحرص على تغيير معالمه كي لا ترصده عيون السنكوحة وتتعرف عليه فقد أخذه ناصر من شقة العجمي دون أن يخبرها وأشترى لنا طبق الأوائل 70 سم كي يركبه لنا على سطوح الحاج عامر وقد كان ووقف حنتوف بسذاجته ليسأل أستاذ أحمد الدش فني تركيب الأطباق الفضائية على السطوح :

-هو الطبق ده كم قناة ؟

-فرد عليه الفني الطبق لا علاقة له بعدد القنوات كل طبق يستقبل قمر معين يمكنك مشاهدة القنوات المتاحة عليه إذا كانت مفتوحة وغير مشفرة

-يعني إيه مشفرة

رديت أنا : يوووه بقى مش هنخلص !

نزلت أتفرج لم أجد سوى دريم والمحور وأبو ظبي وقناة اسمها الأندلس

كنت أذاكر للدبلوم وأنزل لحضور المحاضرات يجلس بجواري زميلي مهند مصطفى وكان يوجد وقتها في سوريا رئيس وزراء اسمه مهند مصطفى ميرو 😊 فأطلقت على زميلي مهند مصطفى لقب ميرو بل إن قصة كفاح زميلي مهند من شيال براميل في ميناء الإسكندرية إلى معيد في الجامعة كانت خير باعث لي لكتابة قصة عنه لم أريه سوى عنوانها وكان عنوانها (ميرو في مهب الريح)

وكان مهند مصطفى ميرو رئيس وزراء سوريا وقتها كان قد أتى إلى المنصب بعد انتحار رئيس وزراء سوري سابق عليه كان اسمه مهندس محمود الزغبي وقد أثير جدل كبير وقتها هل قتل أم انتحر فقد كان يحاكم من تهم فساد لكن تاريخ النظام السوري في حمامات العنف والدم كان يؤكد أنه قتل ولم ينتحر رغم أن الرواية الرسمية كانت تنفي

وحين سألت والدي فقال لي : لا استبعد ذلك الأسد مجرم ويمكن أن يفعل أكثر من ذلك وسبق أن أمر الدبابات أن تدهس الناس في شوارع حمص وحماة حين كانت هناك انتفاضات ضد حكمه

مهند زميلي جالس بجواري في المحاضرة فلمح العنوان الذي كتبته (ميرو في مهب الريح) فقال لي : هذا العنوان يصف قصة حياتي

فقلت في عقل بالي هو كذلك بالفعل إنت حاسس ولا إيه ؟ 😊

___________________ تمت ________________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج