تعب كلها الحياة ياصالح
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د خالد الشريف النص المائتان وعشرة 210- (تعب كلها الحياةياصالح )
من الحكايات التي حكاها حامد في مذكراته وتبدو لي خارج إطار التلاتين سنة موضع البحث والتوثيق في هذه المجموعة حكايته مع التوانسة أو التونسيون كما يحبون هم أن ينعتون خلال عمله في إحدى الدول العربية التي بها جالية تونسية كبيرة فيما يبدو لدرجة جعلته يقول أنه حصل على دبلوم في الثقافة التونسية دون أن يزور تونس 😀)
أول وآخر واحد قابلته في هذه البلد كان السائق وكان تونسي كتبت عنه في مجموعتي الأولى كان قوي وعريض المنكبين وطويل القامة ويبدو أنه كان مرافق لزوجته فلم يجد عمل إلا في مهنة السياقة
كنت أتحدث معه عن الأحوال في بلده فأثنى على المرحوم بن علي ولعن سلسفين العاصفة وأكد نفس النتيجة التي وصلنا إليها في بلدنا أن الأحوال كانت أفضل ألف مرة قبل العاصفة
دعوني كي ألعب معهم كرة القدم فرفضت الدعوة بشياكة ولما سألوا عن السبب قلت لا أريد أن أزعل من حد أو حد يزعل مني إنتوا عارفين حزازيات كرة القدم بين بلدان الشمال الأفريقي
فاكتفينا باللقاءات المتباعدة على المقاهي خاصة أيام مباريات دوري أبطال أوروبا
دعوني كي أتناول معهم طبق الكسكسي التونسي الشهير فوافقت وكان يستغرق من أربع إلى ست ساعات طهي وعليه البطاطس والجزر والكوسة والصلصة واللحوم أكلة لايمكن أن أنساها كانت آخر أكلة أكلتها هناك
دخلت على مواقع التواصل الاجتماعي-أيام ماكنت أدخل عليها- فوجدته كاتب حالة اسمها (تعب كلها الحياة) ولم أكن أعرف أنه بيت من قصيدة لأبي العلاء المعري
وكان السائق اسمه صالح فاقتبستها منه وجعلتها (تعب كلها الحياة ياصالح) حين كنت أقولها له على الواتساب في الأول كان يظن أني أتكلم جد فيرد عليا:
-ياللا أهو كله بثوابه
لكنه حين أيقن أنني أتعمد تكرارها- فقد كنت أعاني من سلوكيات متكررة- فلم يعد يرد على رسائلي
كان آخر وجه أراه في هذه البلاد العجيبة سامحته رغم زعلي من عدم رده على رسائلي كان طيب القلب سألته في الطريق الطويل إلى المطار في رحلة العودة
- ما الذي رماك على هذه الحياة وقد كنت رجل نظامي في بلدك؟
-حكم القوي
- وهل هناك من هو أقوى منك؟ 😀
أعطيته أطباق الكسكسي فارغة فلم ألحق أن أضع له فيها أي شيء لضيق الوقت ودعته وبدت الدموع تغرق في عينيه سألني:
- هنتقابل تاني؟
- تلك هي الحياة يا صالح هنتقابل أكيد إن كان في العمر بقية
____________________ تمت ______________________
تعليقات
إرسال تعليق