الأخطبوط

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الرابع و السبعون بعد المائة 174- ( الأخطبوط )

لقد حرصت وأنا أنقل النصوص هنا على المدونة أن أحقق أهدافه وأنفذ وصيته ربما يكون قد رحل وأنا لا أستطيع تحمل تأنيب الضمير لعدم تنفيذ أو كتم وصيته وقد أراد إيصال نص من نصوص البروفايلات التي تحدث عنها في يومياته وجدت هذه البروفايلات وجدت حوالي 30 نص مكتوبة بشكل مشفر لكن بعض النصوص بها أوصاف وعبارات كاشفة للشخصية التي نحت عليها النص لكنه أراد إظهار نص واحد فقط هو الأخطبوط وها أنا ذا أنفذ رغبته)

لايمكن أن تلاحظ الفرق بينه وبين الخفاش ؛ له ستة أذرع طويلة لا يمكن أن تفلت من أنيابه أي أنثى سواء داخل المياه أو خارجها ؛ في البلدان الفقيرة المفلسة يتم تسويقه على أنه جمبري أو سبيط 😊 ، لكنك تستطيع أن تعرف حقيقته من أول جلسة ، لا يتحكم في تصرفاته كما لا يتحكم في مخرجاته يتشبه أحياناً بكائنات أخرى كالحرباء مثلاً 😊 فله مائة وجه ولون ؛ لا يعرف كيف يتعامل مع الذكور مع أنه ذكر لكنه يبدو كالكائن أحادي الجنس ، في البلدان المتوسطة كانوا يستخدمونه في المراهنات وتوقع نتائج مباريات الكرة لكنه حتى في هذه الوظيفة فشل واستبعدوه وأصبحوا يستخدمون الباندا بدلا منه 😊

يعتبر الكائنات الصغيرة الأخرى مثل أبنائه بالفم فقط لكن وقت فرد الأذرع : الرجل رجل والمرأة مرأة 😊 ، رغم أنه طاف بلدان العالم لكنه كان يعرض في قفص زجاجي ولم ينسى أصله في المياه الضحلة ، ووجهه الأصلي يظهر وقت اللزوم حين يتم الضغط بقوة على أحد أذرعه المفرودة في جميع الاتجاهات وعليك أن تتحمل وقتها نظرات عيونه الغاضبة الحاقدة الكارهة وقباحات لسانه اللاذعة الضاربة العاصفة ، والغريب أنه رغم أن لديه 100 وجه لا يفضل إلا وجهين فقط منهم وجه الحمل الوديع في الصباح ووجه الوغد الفاجر في المساء

ورغم أن الكائنات التي في نفس سنه رحلت منذ زمن إلا أنه مازال حاضر ويمارس نفس الألاعيب القديمة بنفس الحماس دون النظر لشاشة العداد التي اقتربت من نهايتها ولا توجد أي مؤشرات في الأفق لأي تغيير قريب في وجهه وكنهه الكئيب

رغم كل ما يعرفه الآخرون عنه إلا أنهم مازالوا لم يفقدوا الثقة فيه ويتحلقون حول مجلسه من باب من جاور السعيد يسعد حتى لو كانت حركته المستمرة في جميع الإتجاهات تثير من حوله الأتربة وتجعله الكائن الأغبر في المكان الأخطر ؛ فلا حفظ لماء الوجه من هذا الغبار ولا مصداقية لهذه المكانة تحت ستار الخوف في كل العيون المحيطة به على كثرتها وتنوعها فالسمعة لا تؤخذ من كثرة كغثاء السيل كما لا تؤخذ المكانة من قليل الأصل والعويل.

_________________  تمت  _______________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج