ليلة الريس الأخيرة
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص التاسع عشر بعد المائتين 219-(ليلة الريس الأخيرة)
هوس حامد بشخصية معمر القذافي بدأ منذ الصغر مذ أن كان والده يعمل في ليبيا وقد بدأ وتطور هذا الهوس عبر نصوص كثيرة في كتاباته لدرجة أنك لاتعرف هو يحبه أو يكرهه مشاعره تجاه شخصية القذافي مختلطة هو بالطبع ليس من دعاة تقديس الطغاة لكنه في نفس الوقت مع بقاءهم لو كانت إزاحتهم تؤدي إلى تدمير الاستقرار وتمزق المجتمع والاحتراب الداخلي والفتن التي لاتنتهي إلا بتدمير الأوطان وكان يرى أن مايحدث مخطط لتدمير بلدان الحضارات العريقة مصر وسوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق وللأسف أن هذا المخطط ينفذه بعض ممن كنا نطلق عليهم أشقاء أي أنه كان مع نظرية المؤامرة وضد الأحداث التي عصفت باستقرار المنطقة منذ 2011 بل وكان يطلق عليها العاصفة أحيانًا في بعض النصوص والرياح الغبراء في نصوص أخرى لكنه لم يكن يقصد شخص سياسي بالأغبر يبدو لي كان يطلقها على زميل عنده في المؤسسة كان يثق به ولكنه ظهر على حقيقته الخائن وطعنه في ظهره طعنة لاينساها كان أحياناً يقول عليه ثعلب مكار وبألف وجه كالحرباء بل أنه في هذه النقطة كان شبيه بالقذافي فأحد التشبيهات التي أطلقت على معمر القذافي كانت الحرباء لأنه غير ايدلوجيته الفكرية عدة مرات خلال فترة حكمه الطويلة التي امتدت ل 42 سنة لكنه في هذا النص يتحدث عن رواية كتبت عن الأيام الأخيرة في حياة معمر القذافي بحثت عنها في الأسواق ولم أجدها اسمها ليلة الريس الأخيرة)
الريس ياله من وصف يطلق على أي زعيم بخلاف معمر القذافي معروف أن معمر القذافي لم يكن يحب لقب الرئيس منذ أن سلم السلطة إلى المؤتمرات الشعبية عام 1977 وأعلن قيام سلطة الشعب وكان يحتفظ لنفسه بلقب الأخ القائد أو قائد الثورة حتى في نشرات الأخبار في البي بي سي كانوا يطلقون عليه الزعيم الليبي معمر القذافي فكيف لكاتب جزائري اسمه ياسمينا خضرا وهو ليس اسمه الحقيقي بالمناسبة ألا يعرف معلومة مثل هذه وهو عرض الأيام الأخيرة من حياة القذافي وهو يصف انتقاله من مكان إلى مكان والحوارات التي دارت بينه وبين مرافقيه وحراسه بأدق التفاصيل والأزمات التي تعرض لها في هذه الأيام لدرجة تجعلك تشعر إما الكاتب كان مرافق لهم أو أن أحد مرافقي القذافي حكى له بالتفاصيل لأنه يقدم رؤية متكاملة للأيام الأخيرة من حياة معمر القذافي كما أن الرواية لاتعرض الليلة الأخيرة فقط لكنها تعرض تقريبا تفاصيل أخر أسبوعين وبالطبع مشهد النهاية هو مشهد مقتل القذافي الذي التزم فيه المؤلف بالرواية المتداولة من وقوعه في قبضة الانفصاليين أو قوات المجلس الانتقالي كما كانوا يطلقون على أنفسهم؛ الرواية منشورة في دار الساقي بيروت لبنان لكن معمر القذافي بالنسبة لي أربعين سنة وليس أسبوع أو أسبوعين أو حتى ليلة ورغم ذلك تأثرت بالرواية وأعجبتني وكتبت رواية مماثلة لها عن القذافي اسمها (باب العزيزية) عن الفترة من العام 1986 حتى العام 1991 وهي الفترة التي كان يعمل فيها والدي هناك وكنت متأثرا فيها بحكايات والدي عنه وعن ليبيا في تلك الفترة وكنت متأثرا بالأسلوب الذي اتبعه ياسمينا خضرا لكني لم أقلده فقط روايته أوحت لي بالموضوع لكن الفكرة والصياغة والأحداث والسياق والفترة التاريخية مختلفة تماما عن رواية ياسمينا خضرا التي حتى يدل عنوانها على الجهل بأبسط مفردات القذافي لدرجة ذكرتني بموقف من فواصل القذافي العديدة في القمم العربية حين انسحب من قمة الجزائر وخرج ليعقد مؤتمر صحفي والقادة مجتمعون في الجلسة الافتتاحية فسأله أحد الصحفيين سؤال فقاطعه القذافي قبل أن يكمل السؤال:
-يافندم بصفتك رئيس لدولة ليبيا ماذا....
فقاطعه القذافي قائلا:
-أنت لاتفهم لا أنا رئيس ولا ليبيا دولة!
الطريف أكثر أنني أرسلت روايتي عن معمر القذافي (باب العزيزية) لنفس دار النشر التي نشرت رواية ياسمينا خضرا دار الساقي بيروت لبنان من أجل نشرها وبعد أشهر من القراءة والتقييم
رفضوا نشرها 😂
يبدو أنها ستظل حبيسة أدراجي!
ولم لا فأنا رائد الأدب المكتوم 😀
_______________________ تمت ___________________
تعليقات
إرسال تعليق