أبناء لوران كابيلا

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الثالث و السبعون بعد المائة 173- ( أبناء لوران كابيلا )

كان حامد يخاف الموت وسبق وكتب في أكثر من نص خاصة نص-بعد الرحيل- أن أول مجموعة قصصية كتبها كانت عن الموت كان يشعر أنه في صراع مع الموت كل يوم يخطف منه عزيز خاصة أبيه وشقيقه الأكبر لكن هذا الخوف من الموت لم يترجمه إلى عمل فلم يكن لديه حس ديني ولم يكن يفكر أن أكثر ما يؤرق الموتى هو الندم وعدم القدرة على القيام من نومتهم والاستزادة من عمل الخيرات كي تتحسن أوضاعهم أمام الخالق عز وجل بعد أن كشف عنهم الحجاب بل إنه كان يسمع مقولة الإمام علي كرم الله وجهه-لو كشف عني الحجاب ماازددت يقينا-ولاتهز منه شعرة) 

فتحت التلفاز لأجد الرئيس مبارك-رحمه الله- يستقبل رجل أفريقي أسود وبدين وأقرع لا توجد في رأسه شعرة واحدة فبدا لي كزعيم عصابة 😀 فسألت والدي:  

- مين الراجل ده اللي بيستقبله الرئيس في مصر الجديدة؟ 

- ده لوران كابيلا رئيس الكونجو الديمقراطية 

- مش الكونجو الديمقراطية دي اللي كان اسمها زائير؟  

-بالضبط كده 

- لا لا الراجل ده شكله مش غريب عليا ده بقى رئيس ازاي مش ده زعيم المتمردين؟ 

- صحيح لكن الكلام ده كان من سنتين ودلوقتي هو دخل العاصمة وفرض سيطرته عليها وأصبح الرئيس وعين ابنه وزير كمان 

- بس هما عادي عندهم واحد يوصل على جثث الآخرين ويدخلوه القصر الرئاسي ويدوه التحية كرئيس كمان؟  

-الأمور لا تناقش بالسطحية دي يا بو مخ كاوتش هو دخل بقواته وصار له سنين متمرد والأمر له علاقة بثروات البلاد والصراع الاقتصادي في جنوب القارة 

- بس موبوتو سيسيسيكو مات من السرطان لم يصل لوران كابيلا لرقبته 

- لوران كابيلا نفسه ليس في مأمن من القتل- من قتل يقتل ولو بعد حين 

تخيلوا إن والدي تنبأ بمقتل لوران كابيلا الذي حدث بالفعل بعدها بعامين عام 2001 وعلى يد ابنه جوزيف هم يقولون حارسه الخاص لكن أغلب ظني أن ابنه جوزيف هو الذي خلف الحادث فهو المستفيد ونصب نفسه رئيسا بعدها بأيام وقد ذكرت والدي بتنبأه بمقتل كابيلا وهو جالس يتفرج على فيلم الجنتل لمحمود عبد العزيز في الفيديو الباناسونيك الذي اشتريته من معرض دربالة بمكافأة تفوقي فقال لي جملة لم أنساها:  

-اللي يدرس التاريخ ويبحث فيه غير اللي يقراه كأنه قصص وحكايات 

- هل التاريخ بيعيد نفسه يا بابا؟ 

-التاريخ لايعيد نفسه وإلا البشرية لن تتقدم ولكن الحوادث التاريخية قد تتشابه ولا تتطابق زي اللي بيحصل بين مؤلفين الدراما في كام تيمة بيكتبوا عليها؟  

- 30 أو 32 تيمة 

- طيب هل كتابة وحيد حامد زي كتابة اسامة انور عكاشة زي كتابة جلال عبد القوي  ؟ 

-لأ طبعا 

- أهو كده لكن أكيد في تشابه في أعمالهم 

- بأفكر أألف رواية واسميها ( أبناء لوران كابيلا)  

- يالا وريني شطارتك 😀

______________________  تمت  __________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج