صلصة ودمعة
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الثامن و السبعون بعد المائة 178- ( صلصة ودمعة)
كان الاستماع لراديو بي بي سي العربي من الأشياء الثمانية التي تعلمها حامد من والده لكنه كان مختلف عنه في أشياء عديدة انتقده فيها كان كمن يتعلم من أخطاءه وأخطاء والده ليس صعب أن نتنبأ أن حامد بالتأكيد كتب هذه المذكرات بعد سن الأربعين فقد كان راشد في سن النبوة سن الهدوء والتأمل والعقلانية والأمر لايحتاج لشرح واضح في كتاباته لكنه كان حريص على أن كل خطوة يخطوها تكون إلى الأمام)
كنت أغير أسماء الأغاني والافلام بسخرية مثلا أغنية طول عمري بأحلم ياغالي وهي لنوال الزغبي مع إني لا استمع لها لكن حين علمت أنها توزيع حميد الشاعري سمعتها لكني قلبتها إلى طولكرم بأحلم ياغالي من كثرة الأخبار التي كنت اسمعها وقتها عن مخيم طولكرم في نشرة الأخبار واستمريت في ترديدها لدرجة جعلت صفاء أختي تقول لي
- ارحمنا بقى!
شريط محمد محيي وهو آخر ألبوم نظامي نزله للجمهور ألبوم ( صورة ودمعة) أعجبني لكني قلبت الأغنية إلى (صلصة ودمعة) ما هذا الهبل الذي كان يجب أن اعتذر عنه فكل عمل له حقه في أن يحتفظ باسمه وقد يكون للأمر علاقة بالأنماط السلوكية المتكررة التي أعاني منها فأكثر شيء كنت استمع إليه هو الغنا تستطيع أن تقول وطني الغنا أحب الموسيقى وأرى أنها أفضل من يخاطب وجداني
لم يكن لدى الشريط الأصلي لألبوم صورة ودمعة لكني سجلته على الكاسيت الباناسونيك المزدوج الكبير الذي كان الفضل في جلبه يرجع لحنتوف- شرحتها في نص سابق- لكن الصدفة أنني وضعته في الكاسيت وبينما أنا استمع بالصدفة لراديو مونت كارلو وهو احتياطي لبي بي سي نفس المدرسة ونفس المنهجية وكان أبي حين ينقطع إرسال بي بي سي لأي سبب كان ينتقل إلى راديو مونت كارلو والصدفة الغريبة أنني وجدت خبر فيه رغم أني لم أكن أسمعه أصلا شغلته بالصدفة فوجدت خبر عن أخر حفائر عملها أبي قبل وفاته فضغطت على زر التسجيل بسرعة وسجلت مابقى من التقرير الإذاعي على شريط كاتب عليه صلصة ودمعة وفي مشهد مشابه لما حدث حين وجدت تسجيله على قناة التنوير بعد وفاته بأيام وناديت الجميع يأتي ليشاهد الشاشة سجلت بسرعة بديهة على شريط فيديو برتقالي اللون أذكره لكنه ضاع مني قبل أن أنقله إلى ملف كمبيوتر وندمت أشد الندم ناديت عليهم يسمعوا اسم بابا على راديو مونت كارلو فحضروا جميعا وقتها شعرت أنه لم يرحل كليا وأنه يبعث لي برسائل لذلك بكوا جميعا حتى صفاء بكت لكن أنا لم أبكي لأني شعرت أنه معي
بعد ذلك عبد العزيز صاحبي وأصدقاءه معي في السيارة وضعوا الشريط ليستمعوا لمحمد محيي ونحن ذاهبون إلى جرين بلازا فإذا بصوت مذيع راديو مونت كارلو يتحدث عن خبر الحفائر فسألني
قلت له خبر عن آخر إنجازات والدي الله يرحمه
فوجه كلامه لأصحابه: شايفين أبو صاحبي
______________________ تمت _____________________
تعليقات
إرسال تعليق