زي البطيخة
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص العشرون بعد المائتين 220-(زي البطيخة )
لم يكن حامد مهووس بشخصية القذافي فقط كان حبيس تلك الفترة كل ذكرياته في الطفولة كل ألعابه التي كانت تأتي من ليبيا في شنطة سفر أبيه تحمل شعارات نظام معمر القذافي الغريب الكفاح المسلح والفاتح ثورة علمية واللجان في كل مكان ومن تحزب فقد خان وشركاء لا أجراء وصولا إلى الكتاب الأخضر الذى حكى في أحد النصوص السابقة التي عرضتها له هنا عن شغفه بشراء نسخة منه من مصطفى بائع الجرائد المجاور لأبي ربيع مطعم الفول الشهير في حي بولكلي بالإسكندرية حيث كانت النسخة بجنيه واحد فقط مطلع التسعينات بعد أن تصالح القذافي مع النظام المصري بقيادة الرئيس مبارك رحمه الله بعد قمة الدار البيضاء عام 1989 في المغرب لكن والدته تدخلت ومنعته بشدة من شراء الكتاب بدعوى أنه يحمل فكر شيوعي وليس نظرية عالمية جديدة ولا شيء ونفس الرأي قاله له مدرس الدراسات الاجتماعية في مدرسة رشدي الاعدادية الاستاذ خالد الذي كان حامد يسأله أحيانا ويتكلم معه في السياسة فقال له تشبيه لم ينساه مفاده أن الكتاب الأخضر مثل البطيخة أخضر من الخارج وأحمر من الداخل أي يحمل فكر شيوعي لكنن ظل لديه الشغف بالتعرف على شخصية معمر القذافي أكثر خاصة أن الصحافة المصرية أوقفت حملة التراشق والسب والقذف بحق القذافي بعد عودة العلاقات بين البلدين مطلع التسعينات وبالتالي لم تعد شخصية القذافي لغز غامض أصبح هناك مجال لحامد كي يقرأ عنه ويشاهد أخباره حتى في التلفزيون المصري لاسيما أن الرئيس مبارك نفسه بدأ يزور ليبيا وأول زياراته كانت بدعوة من القذافي لحضور افتتاح المرحلة الأولى من النهر الصناعي العظيم وهو المشهد الذي حكى حامد أنه اتخذه مشهد النهاية لروايته عن القذافي (باب العزيزية) التي تحدث عنها حامد في عدة نصوص لكني لم أجدها في النصوص التي تحت يدي من مذكراته وسأبحث مرة أخرى فأنا مثل حامد يزداد شغفي ودافعيتي لاستكمال قراءة أي كتاب إذا كان يستهويني وموضوعه يهمني وقد فعل نفس الشي ء كما حكى حتى وجد رواية ياسمينة خضرا ليلة الريس الأخيرة وتحدث كثيرا عن تأثره بها لكنه أكد أنه تأثر بها ولم يقلدها في روايته باب العزيزية التي كنت أظنها منطقة في مصر القديمة وفوجئت أنها التسمية التي أطلقها القذافي على مقر إقامته الحصين جنوبي غربي العاصمة الليبية طرابلس ولا أعرف هل وجدت طريقها إلى النشر في دار أخرى بعد أن رفضتها دار الساقي؟ لا أعرف لكني لم أجد منها أي نسخة إلكترونية
سأبحث على الانترنت لعلي أجدها وهنا حامد محق في مسألة التأثر بالأعمال الأخرى لايعني التقليد فقط يعطينا الخيط والجرأة والحماس أن نقدم عمل في نفس الاتجاه أو التيار تماما كالرسام الذي يضع أمامه نموذج أو صورة أو موديل يتخيله ليس بالضرورة يرسم صورة مطابقة له هو يقدم تجسيد لخيال يبني عليه المبدع وقد يضيف وقد يغير وقد يعدل فيه حسب مقتضيات هذا التخيل وقد شرح في أكثر من نص مقولة الكاتب الكولومبي الحائز على نوبل في الآداب جابريل جارسيا ماركيز الخيال هو كيف تحول الواقع إلى فن
________________________ تمت ____________________
تعليقات
إرسال تعليق