أعود أدراجي

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)

 بقلم د/ خالد الشريف

 النص الثامن عشر بعد المائتين

 218-( أعود أدراجي)

ظل حامد متأثر بشخصية معمر القذافي رغم أنه كان يخجل كثيرا من أن يصرح بذلك لدرجة أنه صرح في أحد النصوص أنه كتب رواية عنه ومن النصوص التي صرح فيها بذلك هذا النص رغم أن موضوعه لم يكن عن القذافي أصلا:  

لم أكن أعرف أن عودتي ستفتح كل هذه الأبواب أوقات أفكر أن كان الأفضل لو استمريت هناك ولم يكشف الله لي حقيقتهم جميعا لقد عدت كي أخسرهم جميعا بعضهم لايستحق أصلا الذكر وبعضهم لن تأكل معه مرة أخرى في طبق واحد لكن الغريب أن لا شيء يجمعهم سوى هذه القاعة على رأي الراحل معمر القذافي الذي يستغرب كثيرون حين يعرفون أنني كنت معجب بشخصيته وكلهم يتعاملون بالمنهج الطفولي الذي مفاده أن هذا متفق معي في الرأي وينافقني إذن هو شخصية جيدة وهذا لايتفق معي في الرأي ولاينافقني ولايجاملني فهو شخصية سيئة وهناك بعض منهم يظهر على حقيقته حين تختلف مصلحته عن مصلحتك وهناك بعضهم تربية عوالم لأنه  أو لأنها تجلس كثيرا على حجر الأغبر وفي رواية أصولية أخرى الأخطبوط أو في زمرته أو من منتفعيه أو من ألاضيشه أو على أقل تقدير من المستفيدين من عطاياه والطريف أكثر أنه وبشهادته لايحترمهم جميعا لأنه يعرف أنهم لايتعاملون معه إلا من أجل المصلحة فقط ولاشيء سوى المصلحة وأحيانا حين تأتي العيون في العيون تقرأ مايريد أن يقوله بلسانه وتفضحه عينه لكن لا أحد يملك أصول هذا العلم علم الفراسة والطريف أكثر أن الأغبر لايحترم إلا العقربة عدوته اللدودة لأنها واضحة وصريحة والوحيدة التي تواجهه بما في قلبها ولا تنافقه ولديهامن البجاحة ما يجعلها تصدع بحقيقة مشاعرها تجاهه وربما يكون يحبها أيضا من منطلق القط الذي لايحب إلا خناقه 

لكني عدت على كل هذه النقاط نقاط التقاطع بعد أن هجرتهم الهجر الجميل عدت أدراجي أفتش في أدراجي فلم أجد إلا بعض الصور والذكريات فقررت أكتب كل مالم تسجله الكاميرات 

عدت كالتاجر المفلس لا يملك سوى كلمات لكنها كلمات ليست كالكلمات يوميات رجل مهزوم إن جاز التعبير يوميات مفلس باكورة إنتاجي العجيب 

لا بأس فالإفلاس حالة عامة في هذا المستنقع على رأي مرضعة قلاوون 

عدت خسرت جلست اكتأبت كتبت وثقت رجعت قرأت ما وضعته في أدراجي بعد حين فتواريت خجلا ونقحت وعدلت وأضفت وصلحت فاكتسبت معاني جديدة لنفس المواقف والخبرات والأحداث ويالها من سلسلة جهنمية عجيبة

 دخلتها ولن أخرج منها إلا على القبر! 

________________ تمت ____________________