على المقهى

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف النص السابع و التسعون بعد المائة 197-(على المقهى) 

كان حامد كمن يريد التصالح مع ماضيه كي يستطيع أن يعيش حاضره بصدق ويستشرف مستقبله بلاخوف كان الماضي بكل ميراثه وآلامه حاجز عميق يعوقه عن مواصلة حياته بإتزان فأراد إزاحة هذا الهم من على قلبه وهذا العبء من على كاهله بالكتابة والفضفضة ولو حتى بينه وبين نفسه فهو الكاتب وهو القارئ ظل يكتب في هذه المساحة الحرة التي بينه وبين ذاته حتى تجمع لديه آلاف النصوص على اللاب توب الخاص به ولم يكن يعلم أنها ستقع تحت يدي!) 

كان العمر يتقدم بوالدي ولم أكن ألتمس له العذر لتقصيره في أي أمر من أمورنا ولم أكن أعرف أنه وصل للرمق الأخير في عمره إلا حين وصلت لنفس المرحلة تلك المرحلة الملكية كما يقولون لكنها كانت مع أبي مرحلة الهدوء في كل شيء أبعد نفسه عن كل ما يخصنا حتى لايعتل هم وتركه لوالدتي التي كانت تمضي في الحياة بأقل الخسائر وتحاول أن تعوضنا بقدر ماتستطيع حسب ظروف عملها ووقتها كان يهمل كل ما يضايقه ويستبعد كل من لايقدره من تركيزه ومساحة اهتمامه كانت تتضاءل مع الوقت من التدريس والأبحاث إلى الترفيه والتقاط الأنفاس فكان الجلوس على المقهى في نهاية الأسبوع هو أهم سيمنار أسبوعي يحضره بانتظام وحتى في هذه الجلسة لم يكن يفتح موضوعات مثيرة للقلق أو التوتر فكان من يريد أن يحدثه في أي موضوع صعب او يحاول إقناعه بأمر يرفضه ينتهز فرصة الجلوس على المقهى ناصر استأذنه في مسألة زواجه على المقهى وحيد استأذنه في أن يأتي ترمس لخطبة صفاء على المقهى حتى حنتوف حنتوف طلب منه يروح يخطب زميلته في الشغل على المقهى! 

يبدو إن أنا الوحيد الذي لم يستأذن والده في الزواج من على المقهى 😂

____________________ تمت ____________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج